14 سبتمبر 2025
تسجيلقالتْ قطرُ ما يجولُ في نفوسِ العربِ والـمسلمينَ والشرفاءِ في العالم: حلب، لَبِّـيه. ووقفَ سموُّ الأميرِ الـمفدى، كعادتِهِ، مع أشقائنا وأهلنا في سوريا، مُوَجِّهاً بأنْ لا تكون احتفالاتٌ في اليومِ الوطنيِّ تضامناً مع أوجاعِ الأمةِ في حلب التي تشهدُ هجمةً بربريةً لم تعرفها الإنسانيةُ.حلب، لَبِّيه؛ شعارٌ يختصرُ مشاعرَ الشعبِ القطريِّ بقيادةِ سموِّ الأميرِ الـمفدى الناطقةَ بإنسانيتِهِ وإسلامِهِ وعروبتِهِ. وقد سألني أخٌ من الجزائر عن السببِ في قولِنا: لبِّيه، بدلاً من: لبَّيكِ. فقلتُ له إنَّ ضميرَ الغائبِ في لهجتِنا الـمَحكيةِ يدلُّ على الإجلالِ والفداءِ. فحين نقولُ لـمَنْ نحبُّهم جداً: لَبِّيه، فكأننا نقول لهم إنهم جزءٌ من ضميرِنا ووجدانِنا، وإنَّ وجودَهُم مُطلقٌ في وعينا. ونحنُ، ككلِّ العربِ، ننظرُ إلى سوريا كركيزةٍ رئيسةٍ في إسلامنا وعروبتنا. وحلبُ الحمدانيين، حلبُ عبدالرحمن الكواكبي، حلبُ العروبةِ والإسلامِ، هي إحدى أهم الركائزِ التي تصنعُ سوريا التي نحبُّها ونفتديها.في اليومِ الوطنيِّ، احتفلنا بانتمائنا لأمةٍ عظيمةٍ، وتعلمنا أنَّ قائدَ مسيرتِنا ونهضتنا، سموَّ الأميرِ الـمفدى، تعيشُ في وجدانِهِ هذه الأمةُ بأحلامِها وآمالها ومواجعِها وألامِها. فسموُّهُ لم يتردد في التعبيرِ عنا حينَ وَجَّهَ بأنْ يكونَ يومنا الوطنيَّ مناسبةً للتضامنِ مع حلبَ. وهذا الـموقفُ ليس غريباً عن بلادِنا الحبيبةِ التي وقفتْ بصلابةٍ وعزمٍ مع غزةَ هاشمٍ، وليبيا عمر الـمختار، وعراق العباسيين، ويمنِ عروبتنا النقيةِ، وكلِّ ديارِ العروبةِ والإسلامِ، مُسخِّرَةً مكانتَها الدَّوليةَ، وعلاقاتِها السياسيةَ، وإمكاناتِها الاقتصاديةَ لتقديمِ ما يمكنُ من دَعْمٍ للأشقاءِ في العروبةِ والإسلامِ.نقولُ، نحن القطريينَ، لحلبَ إننا معها ومع سوريا، صفاً واحداً في مواجهةِ البربريةِ والاستبدادِ. نقولُ إنَّ الألمَ والفجيعةَ يعتصرانِ قلوبَنا، ولكننا نؤمنُ جازمينَ بأنَّ الأمةَ قد تضعفُ فيستنسرُ بُغاثُ الطيرِ عليها، لكنها لا تموتُ، وإنما تقوى لتنهضَ ثانيةً، فتصنع التاريخَ، وتبني الحاضر، وتؤسِّسُ للمستقبلِ. وفي سوريا الحبيبةِ، كما في سواها من ديارِنا العربيةِ، تقومُ الشعوبُ بإعادةِ صياغةِ واقعِها، دافعةً الأثمانَ الباهظةَ من الدماءِ الزكيةِ لأبنائها، واللهُ معها، ثم أشقاؤها العربُ والـمسلمونَ، وأخوتُها في الإنسانيةِ.