15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الذكرى السنوية لليوم الوطني لدولة قطر تحل على القطريين، وبلادهم تشهد تطوراتٍ مذهلةً على كل الأصعدة. هذا ليس كلاماً دعائياًّ فقط لأنه حدث أنني من أفراد شعب (دولة قطر.)الغريب أنه قبل عشر سنوات لم يكَدِ المرء ليلحظ أي شيء يمكن أن يلفت النظر أو يأخذ باللب. الآن وبعد عشر سنين ملأى بالهدير العمراني والنمو الاقتصادي المتسارع والإنجازات التعليمية والصحية والطبية والمواصلاتية الجوية والبحرية والبرية والإعلامية والاتصالية والتفوق والريادة في المجال الشبابي والرياضي (أهمها سباير ASPIRE واحتضان الدولة لكثير من البطولات الدولية وأهمها استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 ومؤخراً زار الدوحة رئيس جمهورية غانا وقال: "أتمنى أن يتم نقل أسباير إلى غانا") وكذلك لا ننسى الفنون ولاسيَّما المتاحف وأهمها ذلك المتحف الذي اكتسب شهرة عالمية وقِبلة للسياح من كل حدب وصوب هو (متحف الفن الإسلامي) وهنا لابد من الإشادة بدور الراحل (الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني، المتوفى منذ شهرين تقريباً -يرحمه الله) في مضمار تطوير المتاحف القطرية في بداية المسيرة المتحفية.بالإضافة إلى ذلك كله، لوحظت عربيا وعالمياًّ جرأة ومبادءة القيادة السياسية القطرية غير المسبوقتين عربيا ونجاحها اللافت في قيادة الحوارات اللبنانية-اللبنانية واليمنية-اليمنية-و السودانية السودانية لتقريب وجهات النظر بين أبناء البلد العربي الواحد، وهو أمر لم تبادئ به الدول العربية الكبرى، ودور (دولة قطر) شعبيا وحكوميا في دعم الثورات الشعبية العربية رغم التضحيات السياسية الجسيمة التي دفعتها وما تزال تدفعها الدولة شعبيا وحكومياًّ. من الواضح أن تلكَ كلها ظواهر متكررة تجعل المرء المنصف يقف قبالتها متأملاً ومحللاً وفي الوقت ذاته يشعر بالاستغراب كيف حدث كل ذلك فحسب في بضع سنين لم تتعدَّ السنوات العشر.بحيادية مطلقة يمكن أن يلحظها القارئ، أقول من منطلق (من لا يشكر الناس لا يشكرِ الله) ومن منطلق (و لا تبخسوا الناس أشياءهم): إن ما حدث في (دولة قطر) في زمن قياسي لم يتجاوز العشر سنين لَجدير بأن يدخل كتاب (جينس) للأرقام القياسية؛ لأن المشاريع الضخمة الكثيرة والمتنوعة والمختلفة التي تم إنجازها هي ذات أحجام من الوزن الثقيل وفقاً لمعايير منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة، وحسب ما نشرته بعض تلك المنظمات أن ما يوصفُ بالدول المتقدمة استغرقت أكثر بكثير مما استغرقته (دولة قطر) المصنفة أمميا بأنها من الدول الأكثر نمواً، رغم قلة المشاريع وصغر حجمها مقارنةً بتلك التي اضطلعت بها (دولة قطر.) من حق كل عربي أن يفتخر ببلده العربي (قطر) التي تعد الملاذ الآمن لكثير من الشعوب العربية بالتحديد، وأن يتخذ منها أُنموذجاً يُحتذى به في باقي الدول العربية.أعرف أخاً عربيا من فلسطين أو لبنان (لا أتذكر بالضبط) من (مواليد قطر) أسس مجلة سماها (دوحة الجميع.) الرجل من مواليد (قطر) وأقابله بين حين وآخر وقد شاب شعره مثلي. في آخر مرة رأيته فيها: قلت له أما تزال في الدوحة إلى الآن، فردَّ عليَّ قائلاً وأين تجد بلداً آمنا مستقراًّ مثل بلادكم (قطر.) يعلم الله أنه أبكاني فخررتُ ساجداً بين يديْ الله الواحد القهار. وأنا شخصيا أتمنى على الله أن تكون كل دولة عربية على الأقل مثل (دولة قطر) التي ينعم فيها المواطن بأحد أهم وأعلى مستويات المعيشة في العالم إنْ لم تكن الأولى كونيا في المطلق.أتذكر ولن أنسى ما حييتُ، عندما دعانا (كل أفراد الشعب القطري) الأمير الوالد لمبايعة الأمير الشيخ (تميم) كيف أن سيارات فارهة أقلت كل ثلاثة مواطنين إلى حيث (الديوان الأميري) وكيف أن (الأمير الوالد) كان باشاًّ هاشاًّ ومبتسماً ومُتَحَفِّياً بالمواطنين، من يعرف شخصياً منهم ومن لا يعرف، وذلك التواضع الجم الذي يندر أن تجده من مسؤول في أكثر ديمقراطيات العالم وعلى ذلك أشهد وسأكون مسؤولاً عن هذه الشهادة أمام الله الواحد الأحد.دعوني أتحدث عن بعض تلك الإنجازات كعينة ممثلة للمشاريع الأخرى. مثلاً، في العام ألفين لم تكن (الخطوط الجوية القطرية) تمتلك سوى زهاء أربع طائرات، اليوم (الخطوط الجوية القطرية) تمتلك أكثر من ألفي طائرة وتطير إلى أكثر من مائة وجهة حول العالم، وتقيّم عالميا أنها إحدى أهم وأفضل شركات الطيران في العالم. اليوم في (دولة قطر) إضافة إلى جامعتها الرسمية (جامعة قطر- الكاتب أحد خريجيها بالدرجة الجامعية الأولى "الليسانس") أكثر من إحدى عشرة جامعة أجنبية فرنسية وبريطانية وأمريكية (الكاتب أحد المحاضرين فيها) تتنوع بين جامعات طبية وهندسية وفنية وسياسية واقتصادية وغيرها ينتظمها عِقد (المدينة التعليمية) غربَ الدوحة. ومن الريادة أيضاً أن أنشأت الدولة (كلية المجتمع) لمن فاتها أو فاته قطار التعليم الجامعي من غير شروط أو حدود أو قيود ليكون التعليم حراً ومجانيا كالهواء. أضف إلى ذلك أن كل مواطن ومقيم لديه قسائم (كوبونات) تعليم لأولاده (إناثاً وذكوراً) وهو أو هي حر في إدخال أطفاله في أي نمط تعليم يختاره (عربي-أمريكي-فرنسي-بريطاني-فارسي-هندي-باكستاني-إندونيسي-.فليبيني-....) وهو تعليم متنوع قلَّما تجد له نظيراً في العالم، يتيح في الحد الأدنى حرية اختيار نوع التعليم.في المجال الصحي والطبي اليوم كل مواطن ومقيم لديه (تأمين صحي) بإمكانه أن يعالج في أي مشفى خاص أو عام يختاره. المعروف أن (دولة قطر) تشهد أقل معدل وفيات طبيعية عالمياًّ وبالتالي ازدياد معدلات العمر نتيجة التطور الصحي والطبي، ومجانية العلاج للمواطنين ورمزية أسعاره لغير القطريين. وقريباً يمكن أن يتطور (التأمين الصحي) ليشمل مشافي خارج الدولة في أوروبا وأمريكا وغيرها.حدث ولا حرج عن المشاريع الكبرى الأخرى التي هي محج لسياح كثر من أنحاء العالم كافة مثل (كتارا وهو الاسم الإغريقي القديم لقطر) وهو بحق من الصروح السياحية المتألقة عالميا في (دولة قطر) و(سوق واقف) الذي يحافظ على التراث القطري التليد مقنرناً بالحاضر الحديث، و(مدينة جزيرة اللؤلؤة) المصنفة على أنها أرقى حي في (الشرق الأوسط) و(مدينة الوسيل) التي تم إنجاز الكثير منها وقريبا سيتم افتتاحها. ولعلّ ما يشد الانتباه كذلك (مطار حمد الدولي) الجديد الذي يعد أحد أكبر وأفضل المطارات في العالم.هنيئاً لقطر وللقطريين وللعرب ولكل حر في العالم بكل هذه الإنجازات من بلد صغير المساحة قليل السكان الأصليين بّيْدَ أنه كبير الطموح وواسع التطلعات.