11 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفل أطفال العالم باليوم العالمي للطفولة الذي صادف يوم الإثنين الماضي العشرين من نوفمبر. يتزامن ذلك مع شعار هذا العام «لكل طفل، كل الحقوق»، في ظل صمت الأمم المتحدة عن جرائم الصهاينة، وفي الوقت الذي يتعرض فيه أطفال غزة للإبادة الجماعية. والقتل الممنهج للقضاء عليهم، فالمجازر اليومية مستمرة لا تتوقف. استهداف غير مسبوق للأطفال بلا رحمة، دماء الأطفال الجرحى وأشلاء في كل مكان، فالقصف يطال كل شيء، المنازل، المستشفيات، واليوم حتى المدارس لم تسلم من القصف العنيف. تشير الإحصاءات أن نسبة الأطفال تمثل ٤٤ ٪ من سكان فلسطين، استشهد منهم في خلال ٤٣ يوما خمسة آلاف وخمسمائة طفل، منهم ثلاثة آلاف طالب. وذلك ما يعني استشهاد خمسة أطفال كل ساعة، غير عدد الأطفال المعتقلين. بالتأكيد تداعيات هذه الحرب تطال الجميع وهي أكثر شراسة، منها على الأطفال الأبرياء الذين كانت لهم أحلام. فالقصف العشوائي يطال الجميع لا يفرق بين صغير ولا كبير، وقد وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة غزة بأنها «مقبرة للأطفال». عن أي يوم طفولة نتكلم في الوقت الذي يفتقد الطفل الفلسطيني أبسط مقومات الحياة الطبيعية؟! عن أي يوم طفولة نتكلم اليوم؟! هل عن الرُّضَّع حديثي الولادة الذين ماتوا قبل أن تصدر لهم شهادة ميلاد؟! أم عن الأطفال الذين فقدوا ذويهم في غارات القصف وعلى مرأى من العالم؟ وعبثا يبحثون عن مأوى آمن. عن أي يوم طفولة نتحدث ونحن نرى أطفال غزة يوميا تحت خطر القصف والتجويع والتهجير بلا حماية ولا من يدافع عنهم ويساندهم؟! في هذا الوقت من العام يكون كل أطفال العالم في مدارسهم مع أقرانهم، إلا أطفال غزة الذين باتوا يدفعون الثمن غاليا بين شهيد ومفقود أو جريح يبحث عن النجاة في أحسن الأحوال. بطبيعة الحال يحتاج الأطفال اليوم إلى دعم كبير ومساندة للصحة النفسية والعقلية بعد كل ما تعرض له من ترويع وفظائع الحرب من الاحتلال الإسرائيلي، من الغارات والقصف وهدم المنازل والتعرض للخوف والتوتر. يتزامن ذلك مع تطور التصعيد من قوات الاحتلال الصهيوني، ومع زيادة تضييق الخناق على أهالي غزة وفقدهم أعز ما يملكون من فلذات أكبادهم فإنهم يقولون ويرددون بصوت واحد وبكل إيمان «فدا أرض فلسطين». فقد تأذى الأطفال كثيرا بسبب هذا التصعيد من القتل والنزوح المتكرر، ويوما بعد يوم فإن الحصار يشتد، والموت البطيء نتيجة نقص الإمدادات الطبية يلاحق الجميع. الغداء والماء ينفد، الأرفف خالية بسبب منع المساعدات وإغلاق المنفذ الوحيد لغزة. الصور التي تنقلها الشاشات يوميا مؤلمة جدا، صراخ الأطفال الهستيري، انتشال جثث الرُّضَّع والأطفال. ما عاد أطفال غزة يرتدون الزي المدرسي، الذي حل محله الأكفان البيضاء. إن الطفل الفلسطيني يتسم بالشجاعة، وأصبح أكبر من عمره في هذه الحرب، والكثير من الشهادات التي تم توثيقها، ويملكون الكثير من الإيمان والثقة بالله، وأن هذه أرضهم التي يدافعون عنها وعن المسجد الأقصى. يحلم أطفال غزة اليوم بأن تنتهي هذه الحرب، على أمل أن يعيش في فلسطين بعيدا عن الوحشية، والدمار، والتشرد، والبرد. باتت أمنية واحدة لهم أن تنتهي هذه الحرب البشعة، وتتوقف هذه الإبادة. وأضحى حلم الأطفال أن يعودوا إلى بيوتهم ومدارسهم ويلتقوا بأصدقائهم. وختاما أطفال غزة يستحقون الحماية لأرواحهم وليس حقوقهم. إنهم يستحقون الحياة، ليسوا مجرد أرقام. اللهم انصرهم واحفظهم بحفظك.. كل هذا وبيني وبينكم...