11 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة الصمود والعزة

22 نوفمبر 2023

صمود أهل غزة أمام أقوى جيش في العالم، مزود بأحدث الأسلحة الفتاكة، فجيش إسرائيل كما هو معلوم ما هو إلا الجيش الأمريكي، ويعتبر أقوى رابع جيش في العالم، وبرغم هذا كله، فإنه عاجز عن تحقيق أهدافه التي أعلن عنها عند هجومه على أهل غزة، برا وبحرا وجواً، والذي يتمثل في إعادة الأسرى المدنيين والتخلص من المقاومة، لأنه حتى الآن لم يعثر على أبطال المقاومة الأشاوس ولم ينجح في استعادة أسير واحد من الأسرى المحتجزين لدى أبطال المقاومة، إلا أنه يقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ؛ من أجل العجز، والفشل، والخيبة. * قوة أهل غزة الخارقة* العالم في دهشة واستغراب كيف يذلُّ أبطال المقاومة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر كما زعموا، برغم قتل الصهاينة عشرات الأطفال، والنساء، والشيوخ، في كل ساعة وكل يوم تشرق فيه الشمس؟، يقول الحق - سبحانه وتعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، نحسب أن الله سبحانه وتعالى يستجيب للاستغاثات التي تطلقها النساء عبر الفضائيات: يا الله، يا رب، وكذلك ما يقوله أي طفل فقد عائلتَه كلها. * كيف يكون السلم مع الأعداء؟* السلام عبارة نسمعها كثيراً، دون أن ندري ما هو هذا السلام المقصود؟ ليس المقصود التخاذل، والقبول بالاحتلال، والأمر الواقع، يقول المولى عز وجل {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ}؛ أي: لِما فيه مصلحتكم، لما فيه نفع لكم، لكن أين نجد السلم في اتفاقية بين حماس والكيان الصهيوني؛ تشديدهم في الحصار والاحتلال، وحرمان أهل غزة من الماء والدواء والغذاء؟ أي سلام يدعو لاستمرار احتلال فلسطين؟ أي سلام يسمح للصهاينة باغتصاب أرضنا العربية الإسلامية، وتهجير أهلها، وقتلهم، وتعذيبهم؟ إن السلام المقصود في قول الحق - سبحانه وتعالى - هو سلام المنتصر، هو سلام الجنوح للسلم، بعدما نستعيد أراضينا وديارنا، بعدما نتمكن من عدونا القاتل المجرم، ونعفو عنه بإرادتنا، فإن أراد أن يعيش بجوارنا، وفي حمايتنا، أهلاً وسهلاً، وإن أراد الخروج على السلام، فليس له إلا ما يستحق، نعم، نقبل بوجود يهود في فلسطين كما قبلهم العرب في بلدانهم لعشرات السنوات ولكننا لا نقبل بوجود هذا الكيان الصهيوني الممسوخ، الذي أقامته الصليبية العالمية حقدًا على الإسلام والمسلمين. * موقف قطر الثابت أمام الحق* المحنة التي يتعرض لها أهل غزة الآن كشفت حقيقة أهل النفاق، الذين يطعنون في المقاومة، وفي حركة حماس، وفضحت من كان يدعي البطولة والكفاح، وهذا ما تحدثت عنه الآية الكريمة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16]، أي: أحسبتم أن تتركوا دون أي اختبار وبلاء وامتحان، بلادنا الحبيبة قطر كان موقفها ثابتا من القضية الفلسطينية ونصرة أهلنا بغزة وها هي قيادتنا الحكيمة تنال الثقة أمام الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والطرف الثالث المجتمع الدولي لدعمها في أن تكون الدولة الأصلح لإقامة أي اتفاق لتبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل، وهذه فرصة لدولة الكيان الصهيوني المذلول أمام شعبه والعالم أن يقبل بهذه المبادرة بما تتمتع به قطر من ثقة أمام العالم لإنجاح هذه المهمة الصعبة التي تتطلب رباطة الجأش وقوة التفاوض وفرض الأمر الواقع. * كسرة أخيرة* إن ثبات أهل غزة لا يمكن تفسيره بأنه ثبات من عند أنفسهم؛ ولكنه تثبيت من الله - تعالى - لهم، أو كما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 7 – 11].