الدوحة عاصمة الوساطة والسلام

تقترب الوساطة التي تقودها قطر من الوصول إلى اتفاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، يتضمن هدنة مؤقتة في قطاع غزة، وتبادلا لمجموعة من الرهائن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن السماح بدخول المساعدات الانسانية الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، وهو اتفاق في مراحله النهائية بحسب تصريحات كل الأطراف ذات الصلة. ويأتي هذا الانجاز الجديد للوساطة القطرية، رغم حملات التضليل الإخباري والمعلوماتي التي تتعرض لها الدوحة، ورغم التعقيدات الكبيرة ومحاولات تقويض الجهود الرامية لتهدئة التصعيد، حيث تواصل قطر جهودها انطلاقا من حرصها على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية كأولوية قصوى، للتصدي للأزمة الكارثية، وبغية تحقيق المزيد من التقدم البناء في خفض التصعيد، وصولا إلى الوقف التام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى خاصة المدنيين. ومع جهودها لوقف اطلاق النار، تواصل قطر ارسال المزيد من المساعدات من خلال الجسر الجوي إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية، لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث وصل عدد الطائرات التي تحمل مواد إغاثية وإنسانية إلى 13 طائرة حملت أكثر من 492 طنا من المساعدات، تمهيدا لنقلها إلى غزة، وهي تأتي في إطار مساندة دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها جراء القصف الإسرائيلي على القطاع. إن السمعة التي اكتسبتها دولة قطر والمكانة الدولية الرفيعة التي أصبحت تتبوأها كوسيط سلام بارز، وراءها سجل حافل بالوساطات الناجحة في الكثير من النزاعات المعقدة ومساهمات كبيرة فيما يتعلق بتعزيز الامن والسلم الدوليين، وهي نجاحات كان الفضل في تحقيقها الى الثقة التي تحظى بها قطر وقدرتها على التواصل مع كل الاطراف.