12 سبتمبر 2025
تسجيلوأخيراً تحقق الحلم القطري الكبير والذي نبت في الوجدان الشعبي منذ سنوات طويلة حيث بدأ قبل أيام المونديال العالمي المنتظر، والذي خطف الأنظار منذ لحظاته الأولى بل ربما حتى قبل أن يبدأ من خلال التحضيرات الهائلة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية. إنه يوم مجيد انتظرناه بفارغ الصبر، وافتتاح تاريخي كبير ولا ينسى شهده استاد البيت لمدينة الخور والذي تمثل في أكبر خيمة في العالم، ما يدل على اعتزازنا كقطريين وكعرب بموروثنا الحضاري التاريخي. نعم.. لقد تحقق الحلم المنتظر وغدا حقيقة جميلة فعلا. الحلم الذي سبقته سنوات طويلة من العمل الجاد والجهد الكبير والتحدي والإصرار والإرادة الحديدية الصلبة. فهذا المونديال المثير للجدل والذي شكك به الكثير حول العالم وأشاعوا أنه لن يتم وأن قطر دولة صغيرة ولن تستطيع تنظيمه تحقق ليثبت للجميع ان قطر صغيرة بخريطتها ولكنها كبيرة بإرادة قيادتها وشعبها. وهي تخطت الكثير من الصعاب والعراقيل في سبيل تحقيق إنجاز كبير مثل المونديال الذي هو لكل العرب والمسلمين. والآن.. هناك 5 مليارات شخص يشاهدون الحدث المستمر لما يقرب من شهر كامل بإذن الله حول العالم، وبحضور كبير من مختلف الجنسيات والاجناس والذين نعتبرهم ضيوف كل أسرة قطرية. انها ليلة قطر الكبرى والتي ستعد حقاً ليلة من ليالي العرب حيث امتزجت فيها الحضارة العربية والتاريخ الاصيل مع الحضارات المختلفة من حول العالم وشكلت احتفالا كرنفاليا عالميا متميزا بالتقاء الاصالة والحداثة في ليلة واحدة وعلى ملعب واحد. لقد بدأ الحفل المهيب بآيات من الذكر الحكيم تلاها البطل القطري المعروف غانم المفتاح؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)ٌ وهي آية تحمل رسائل عدة للعالم، على اختلاف اديانهم واعراقهم وتشير إلى أهمية وضع الخلافات جانباً. إنه إذن اجتماع الشرق والغرب في مكان واحد والتواصل الحضاري فيما بينهما والذي عززه وجود المشاركين والجمهور من حول العالم في قطر. ومن الجدير بالذكر ان مونديال قطر ٢٠٢٢ يعتبر المونديال الأول الذي يستخدم تقنيات تكنولوجية جديدة من الملاعب المكيفة، والكرة ذات نظام الاستشعار، ونظام التسلل الآلي وتوفير مساحات آمنة للمصابين بالتوحد وغيرها من الأمور المستحدثة والتي أبهرت الجماهير. يقول الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا: "ما وراء كأس العالم يوجد الكثير" فهناك تغيرات في الرياضة والاقتصاد والسياحة والبنية التحتية والكثير ونهضة شاملة في قطر كانت جزءا من رؤية ٢٠٣٠". لقد شهدنا هذا المونديال الحلم وبتنسيق قطري بحت وبنكهة قطرية عربية مسلمة، وواجب كل العرب والمسلمين دعم قطر، وبالفعل هو استثمار بالخير للإنسانية، هكذا قطر في نقلة حضارية عبر إيقاع الأمم المختلفة. انها تعتبر نسخة مميزة استثنائية ستحكي عنها الاجيال، انها أيام مليئة بالحب والسلام ومفعمة بالخير والفرح والسعادة. انه حلم وطن وحلم الشيخ حمد بن خليفة وحلم شعب. والفخر والاعتزاز بقطر وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فنحن نفتخر بأبنائنا وبناتنا، ونفخر بجميع فئات المجتمع القطريين والمقيمين فالجميع يدا بيد معا في المونديال. لا يهم من سيفوز ويخسر المهم أن بلادي فازت بالتنظيم الباهر العالمي. فازت بأبهى افتتاح على الاطلاق، الفوز بالمونديال يتجسد في قطر وعلى أرض قطر. على الوعد كنا مع الحدث الأبرز عالميا وبالوعد هنا قطر، وصنعت تاريخ لا ينسى وعززت قطر مكانتها الدولية مع المونديال. المباريات مستمرة مع نخبة من أقوى منتخبات العالم وحضارات مختلفة من انحاء العالم. والفخر كل الفخر بباني النهضة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأمير صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونفخر بمبادرات قطر للاجئين والنازحين ونفخر بمبادرات الملاعب للبلاد الفقيرة وهذه أيضا من مستحدثات مونديال قطر العالمي. وكل هذا وبيني وبينكم.