10 سبتمبر 2025
تسجيلمن المعاني الأثيرة، والقيم الصفية في تأسيس حياة طيبة قيمة (الجمال). تلك القيمة التي قد يعدّها البعض لا تعدو أن تكون سوى مبحث من المباحث المُجردة للفلسفة، أو فضل ترف، أو محض إضافة للحياة، لا قيمة أساسية نسعى لتواجدها في حياتنا، أو نتطلع لتوفيرها في تفاصيلنا!. ولكن في ظني أن (الجمال) رديف (الخير)، وتوأم (البرّ).. وما من جميل الحال والمقال إلا وتطوف به هالة الخيرية، وسِمْة الطّيب وهيئة الإشراق والنور. فالجمال أليف الخير والإحسان، وكأنهما صنوان لا يفترقان. فأينما حل الجمال حل الخير معه. فالله (الخير المُطلق) جميل يحب الجمال. جمال الداخل وجمال الظاهر، جمال القول واللفظ وجمال الفكر وجمال الخُلق. حتى إنه وَسَم أعلى درجات الأخلاق بالجمال (صبراً جميلاً، هجراً جميلاً، صفحاً جميلاً.. الخ) ويمكننا أن نرى أن الخُلق المُكرّم يقترن بالـ (حُسن) ويُنعت السلوك الراقي بـ (حُسن الخلق). كما أن (الإحسان) يرتبط بالسمو في مراتب الحُسن والجمال. فكلما ارتفع مقاماً، وتنزه مرتبة كلما كان (أحسن) و(أجمل). كما يمكننا أن نلحظ حتى في مظهرنا أن التجمل والتطيب ممدوح في كل حين خاصة عند إقامة العبادات والشعائر فأينما وُجد الخير، والبر، حل الجمال معهما! *لحظة إدراك: من يُدرك قيمة الجمال هو في حقيقة الأمر يعي قيمة (الخيرية) في نفسه وفيما حوله، ويتلمس من نفسه خيريتها بتزكيتها. وهذا في حد ذاته (جمال) آخر!