12 سبتمبر 2025
تسجيلكنت أحضر دفان أحد الأخيار من أهل الذخيرة الوالد / صالح بن سلمان الحسن المهندي / رحمه الله وأموات المسلمين جميعاً،، وكنت أنظر إلى القبر الذي لا يتسع إلا للميت وهو آخر منازل الدنيا التي سوف يسكنها الإنسان وحيداً ولن يُستثنى أحد من هذا المسكن شاء من شاء وأبى من أبى والذي هو عبارة عن حفرة وليست بقصر ولا فيلا ولا شاليه ولا برج ؟! وسوف ينزل فيها الملك والرئيس والحاكم والمحكوم والكبير والصغير والغني والفقير والقوي والضعيف والجبار والظالم والمظلوم والمتكبر واللص والأمين وآكل حقوق الناس والسارق لأرزاقهم والمتغطرس والطاغي الذي عذب الناس ؟؟ ولقد سكنها من قبل صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين وأمهات المؤمنين والصحابة الكرام والخلفاء الراشدين والصالحين وكذلك الطالحين والقائمة تطول ؟؟ فبالله علينا إذا كنا نعلم بهذه النهاية الحتمية والتي لن يُستثنى منها أحد فلماذا لا نعمل لمثل هذا اليوم الذي سوف نترك فيه كل شيء ليس طيباً منا ولكن رُغماً عن انوفنا ولن نأخذ من متاع الدنيا الذي حُكم عليه بالزوال مسبقاً أي شيء ؟! وربما ارتكبنا ذنوب عظام من أجله ولن نأخذ شيئا من الثروات التي جمعناها بطرق حلال أو حرام سوى قطعة قماش ببضع ريالات وأعمالنا التي عملناها في الدنيا والتي هي علينا مسجلة لا يستطيع أحد أن يمسحها ويطمس معالم حقيقتها وهي مسجلة بدقة متناهية فوق ما يتصوره عقل الإنسان القاصر ؟! هذا الجشع الطماع الذي يريد أن يأخذ كل شيء لنفسه بغض النظر عن الطريقة وسوف يندمون يوم لا ينفع الندم من يعسرون على الناس ويزجون بأفكارهم الخبيثة لنهب جيوبهم والتضييق عليهم؟؟ وبعد أن يُولي الجميع مدبرين عن الميت يتحدد مصيره فإما يكون قبره حفرة من حفر النار والعياذ بالله أو يكون روضة من رياض الجنة وهنيئاً لمن عمل لمثل هذا اليوم الصعب جداً وسخر حياته من أجل عمل الخير وحسن عبادة رب العالمين وامتنع عن الحرام وتحرى الحلال ولم يأكل حقوق الناس ولم يُفرق بينهم وحرص على حُسن الخلق وطيب الكلام في تعامله مع الناس وكان شعاره الصدق والأمانة في القول والفعل!! وآخر الكلام نسأل الله الكريم أن يتغمدنا برحمته وعفوه وغفرانه وأن يدخلنا فسيح جناته فذلك مرهون بتفضله علينا وربما بدون ذلك تبقى أعمالنا ناقصة فـ الجنة جائزة عظمى لا يعادلها شيء ولا يسعها خيال يتصور نعيمها كذلك النار وعذابها فـ لا حول ولا قوة إلا بالله.. [email protected]