12 سبتمبر 2025

تسجيل

المؤسسات الإعلامية الغربية والحرية المزيفة

22 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعلمنا من خلال مؤسساتنا التعليمية أن للإعلام أهمية ودورا في حياتنا اليومية على جميع الأصعدة، في المقابل تعلمنا أن إعلامنا العربي هو إعلام يخضع إلى السيطرة الحكومية المباشرة، وغير حر، ولا يتمتع بالمصداقية في معلوماته، وأنه يخدم طبقة معينة (الحاكمة أيضاً)، ولا يلبي رغبات جماهيره! في حين تعلمنا أن الإعلام الغربي يتمتع في مجمله بإنه إعلام النزاهة، متحرر من سيطرة السلطة الحاكمة، منفتح، وصادق في معلوماته، وينبع ويلبي رغبات جماهيره. كما أن إعلامنا العربي إعلام مسيس بعكس الغربي! كل السلبيات تتصل بإعلامنا، بينما الإيجابيات يتمتع بها إعلامهم، والقائمة تطول... في الحقيقة تعد هذه الموازنة والمقارنة غير صحيحة إلى حد كبير.. فقد بينت الدراسات والتجارب أن الإعلام الغربي ليس إعلاماً حرا أو متحررا من العبودية السلطوية أو النزيهة أو إنه حتى يتمتع بإيجابيات المقارنة. لقد لعب الإعلام الغربي المسيس في العديد من المرات الدور الرئيس في نشر وبث معلومات متحيزة، ومغالطة وغير نزيهة من شأنها تضليل الجماهير وتوجيهها نحو دعم قرارات متخذه من قبل السلطة الحاكمة مسبقاً. بينت لنا الوقائع مدى مصداقية هذه الوسائل. مثلاً كان للقنوات الفضائية الغربية الـCNN، الـFox، الـBBC، وبعض الصحف العالمية كالـGuardian، الـNew York، الـDaily News، وغيرها الدور في التأثير في أحداث غزو العراق عام 2003، حيث كانت الغالبية العظمى من الجماهير الغربية وحتى العربية تساند في ذلك الوقت أفكار جورج بوش الابن ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير بخطر العراق على العالم ككل، ولزوم القضاء عليه. كما لعبت مؤسسات الإعلام العملاقة نفس الدور – غير أن هذه المرة بمساعدة الإعلام الغربـى-العربي مثلا قناة الـCNN عربي، الـBBC عربي، والجزيزة العربية – في أحداث الربيع العربي 2011 والتي قضت وغيرت من طبيعة السياسة الحاكمة في العديد من الدول سواء بالإطاحة بالنظم الحاكمة أو تغييرها جزئياً أو كلياً.الجدير بالذكر هنا أن للمؤسسات الإعلامية الغربية خطوطا وقوالب سياسية محددة مسبقاً عليها أن تنشج أخبارها ومعلوماتها وتقريرها بناءً عليها، وإذا تجاوزت هذه الخطوط وخرجت عن هذه القوالب سوف تتعرض للعقوبات غير المباشرة وهي أهم مطرقة ببنود الميزانية والمدفوعات المالية. حتى وإن يبدو للعامة أن مثل هذه المؤسسات العملاقة تتمتع بميزانية مستقلة عن الحكومة غير أن الواقع عكس ذلك تماماً. والقضية هنا بالرغم من أن الصورة النمطية للمؤسسات الإعلامية الغربية تختلف عن الواقع. في الحقيقة هذه المؤسسات تنفذ سياسات الجماعات القوية في المجتمع الرأسمالي البرجماتي، والتي لا تهتم الا بمصالحها الذاتية وتوظيف كل ما من شأنه أن يخدم هذه المصلحة، والإعلام قناة لتحقيق هذه الغايات.استطاعت هذه المؤسسات العملاقة أن تتحكم وتمد سلطاتها ونفوذها عبر الاستخدام الأمثل للدراسات وأبحاث الجمهور منذ عقود طويلة، والتي مكنتها من معرفة كيفية التأثير في الجماهير العريضة وانقيادها نحو تحقيق أهدافها. هذه المؤسسات احتكارية سلطوية نفعية وحتى لو تمتعت بالنزاهة للوهلة الأولى كما يظن البعض، فهذا لا يعنى مصدقيتها الدائمة. لأنها في كل الأوقات تعمل على تحقيق سياستها الخاصة الذاتية السلطوية.