12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام الجديد وديمقراطية المجتمعات العربية

22 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يدخل مصطلح الإعلام الجديد تحت مظلة الوسائل التي تتميز بالتفاعل Interactivity، والذي يعني القدرة على التحكم في المعلومات التي يرغب المستخدم في استخدامها. ظهرت هذه الظاهرة في عصر مجتمع المعلومات والذي يرمز إلى التحول من مجتمع صناعي إلى مجتمع يهتم بإنتاج المعلومات أو جمعها أو اختزانها. في هذا الإطار، عرضت إحدى الدراسات الحديثة المنشورة في مجلة دراسات الإعلام والاتصال الأمريكية عام 2014 والتي استهدفت معرفة كيفية حصول طلبة جامعات الخليج على المعلومات والأخبار المحلية والإقليمية، وتضمنت العينة طلبة من السعودية، الكويت، الإمارات، عُمان، البحرين. بالرغم من التوسع الكبير في الخدمات المقدمة عبر وسائل الإعلام المرئية التقليدية والقنوات الفضائية في 15 سنة الماضية، نما قلق من أن هذه القنوات – الإخبارية منها بوجه خاص – قد تتعرض إلى احتمال انسحاب أو ابتعاد الجمهور عن مشاهدتها بعد انتشار خدمات الإنترنت السريعة في العالم العربي وما وفرته من خدمات وتسهيلات تتلاءم مع رغبات المستخدمين في المنطقة وأهمها الترفيه وحرية التعبير والانفتاح والنظرة الشخصية للعالم المحيط.كما بينت نتائج الدراسة أن غالبية أفراد العينة تهتم بمتابعة الأخبار المحلية أو ما يحدث في محيطهم الإقليمي ولكن بنسب مختلفة. والمهم هنا هو بدلاً من الإعتماد على وسيلة إعلامية واحدة أو مصدر واحد للمعلومات – بالعادة مصادر حكومية رقابية، ذكر المبحوثون أنهم يقومون باستخدام مجموعة واسعة من المصادر المتنوعة والتي تعتمد على شبكة الإنترنت. فسيطرة بعض الحكومات العربية على مصادر المعلومات والأخبار دفعت بمواطينها إلى البحث عن وسائل بديلة للحصول على المعلومات والأخبار خصوصاً فيما يتعلق بالأخبار المحلية والإقليمية منها.للأسف!، تدرك الحكومات العربية أن مواطنيها – الشباب منهم خاصة – يعتمدون على وسائل إعلامية بديلة أكثر حرية وانفتاحية، والتي وفرت لهم قدرا من الإشباعات والحاجات التي لم يجدوها في قنواتهم الحكومية. فشبكة الإنترنت، رغم قصر فترة ظهورها في العالم العربي، استطاعت أن تستقطب الفئة العريضة والمهمة من شرائح المجتمع – الشباب.يجب الإعتراف بأن بروز اختيار الإنترنت ومنها مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر) كمنفذ مفضل لمتابعة المعلومات والأخبار، وحتى التنفيس عن انفعالات الشباب الداخلية هو حقيقة حاسمة الآن وتهديد لاؤلئك المسيطرين على مصادر المعلومات. فالإنترنت في العالم العربي أصبح له مصداقية ومتابعة قوية. ولأن المجال مفتوح وواسع ويصعب السيطرة عليه من قبل الأجهزة الحكومية العربية، فالبديل هو أن تقوم هذه الأجهزة بالتفكير في تلبية رغبات مواطنيها، والتسابق على كسب قلوب وعقول شبابها والشرائح الاخرى بالطبع. والذى من شأنه أن يساعد على البناء السياسي للأنظمة السياسية والذي يشهد عملية انتقالية وتقدم بالفعل في المنطقة – ومن تم التحول السياسي الديمقراطي السليم المنشود.