10 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تنشغل إلا بما يستحق

22 نوفمبر 2016

من الكلمات ما يعلق بالذاكرة ويتشبث بها طويلاً؛ ليطل منها بين الحين والآخر وبحسب ما تفرضه الظروف من أحداث تُحفزها على استرجاع ما سبق لها أن تلقته في يوم من الأيام، والحق أنه ما يحدث مع الجميع وعلى الدوام؛ لنتفق عليه وإن اختلفنا من ناحية التوقيت الذي سنسترجع فيه ما سبق أن تلقيناه بعد أن علق بالذاكرة وتعلق بجدرانها، التي ستتحفنا بما تحتفظ به متى أدركناه، ولعل أجمل ما علق بذاكرتي منذ أيام فقط، هو ما التقطته من كلمات عظيمة سلبت تفكيري، وشعرت بضرورة التطرق إليها من خلال مقالي، فما خرجت به لنفسي منها هو كل ما أريده لكم أيضاً، وهي: "عند الله الحسنات يُذهبن السيئات، وعند البشر السيئة تُذهب الحسنات"، وإنها لحقيقة لا نستطيع التملص منها، ويجدر بنا تجميد كل شيء من حولنا؛ للتفكير بها وبشكل جدي، فهي تلك التي تُذكر الغافل منا بأن الخالق هو من يستحق منا اتباعه لا الخلق؛ لأنه يغفر، يعفو، ويعطي دون حساب متى شاء ذلك، في حين أنه ما لا يدرك مع البشر، ولنقل مع تلك الزمرة التي تفعل من أجلها الكثير دون توقف وانقطاع، ثم وفي لحظة ما تكون فيها قد ارتكبت من الأخطاء هينها -مما وقع منك لأسباب كثيرة تدركها وحدك- تكشف الحياة عن وجهها الآخر؛ لتكتشفه، وتحديداً حين تمسح تلك السيئة كل ما قد حققته من إنجازات؛ لتصبح صفحتك خالية من كل شيء سواها، فتذكر كلما ذكر اسمك وحتى حين لا يجدر بك ترقبه، ولكن ترقب الرحمة والمغفرة والعفو من الله، الذي يستحق منك أن تتقدم بكل ما تقوم به خالصاً لوجهه الكريم. وأخيراً: لا تنشغل إلا بما يستحق منك ذلك.