10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتميز شخصية الإنسان الذي يخاف من ركوب الطائرة بالسلبية، فهو شخص سلبي في تفكيره بكل شيء حوله، فعندما بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه وجد البيئة المناسبة التي تغذيه، فبدأ يكبر وينمو عن طريق أسلوب المبالغة في التفكير، وهي أنه كان من قبل يعمل "من الحبة قبة"، فعندما بدأ الخوف معه، استخدم نفس الأسلوب في التفكير، فحولّ الطيران إلى الموت أو الرعب الذي لا يمكن التغلّب عليه، فبدأ يفكّر في أنّ الطائرة سوف تتحطم في هذه الرحلة وأنه سوف يموت، وبعد ذلك سوف تتحدث وكالات الأخبار العالمية عن هذا الحادث، وهكذا يصنع قصة خيالية مبالغ فيها، وهذه القصة لا وجود لها في الواقع سوى في خياله فقط. فيُخوّف نفسه من الطيران باستخدام خياله في المبالغة فيُصدق هذه القصص المبنية على أوهام وخيالات مبالغ فيها فيستجيب الجسم معها وتتحول من أعراض نفسية إلى أعراض جسمية، وعندما يبدأ التفكير بروايتها كقصة يتفاعل معها الجسم وكأنه خطر حقيقي سوف يحدُث فتظهر الأعراض الجسمية مثل (ضيق التنفس، العرق، وزيادة ضربات القلب ... الخ من الأعراض الجسمية. فتبقى الأعراض الجسمية وينسى الذي يخاف من الطائرة الأسباب التي أدت إلى الأعراض فيزيد من خوفه من الطيران.فهو عندما يشاهد حادث تحطُّم طائرة في الأخبار، أو يسمع بحادث تحطُّم طائرة تجده يعمم هذا الحادث على كل الطائرات التي سوف تقلع بعد هذا الحادث. ومن ضمن هذه المواقف يوم سفره بالطائرة، فتجده مرتبكا وقلقا من هذا اليوم، فهو بالنسبة له يوم تحطُّم الطائرة الذي عممه على كل الطائرات، بما فيها الطائرة التي سوف يسافر عليها، وهذا من أسوأ الأشياء التي تزيد الخوف وتُغيّر السلوك، فمعروف لدى علماء الاجتماع والنفس أن التعميم من الأمراض الاجتماعية والنفسية التي تعطًل تقدم الأشخاص نحو النجاح، وتُعطّل تقدم وتطور المجتمعات إذا دبَّ فيها هذا المرض.وهذا يجعلنا نُلزم أنفسنا بمهام صعبة بل أيضاً مستحيلة، وإذا لم نستطع إنجاز هذه الأمور نقوم بتوبيخ أنفسنا، وهذا الأمر يؤدي إلى أن نتوقف عن العمل وبذل أي جهد، فلا نباشر لأي مهام معينة، ظناً منا أننا لن نتمكن من إنهائها على الوجه الذي نرضاه. فهذا الأسلوب بالتفكير يحرمنا حتى من محاولة مواجهة خوفنا من الطيران، خوفاً من أن نفشل في مواجهة هذا الخوف. ويعتقد أنه يستطيع قراءة ورؤية المستقبل، كان يؤمن إيمانا مطلقا بقدرته على أن يعرف أن رحلته غداً بالطائرة سوف تتعرض لحادث تحطّم أو مطبات هوائية. فهذا الأسلوب قام على أوهام وخيالات وليس على حقائق علمية فتنبأ هذا الشخص بما يشبع رغباته السلبية، فاستبق الأحداث وتسرّع في إصدار الحكم وفق فرضياته المبنية على الخيال والأوهام وقلّة المعرفة بالطيران. يعتقد الذي يخاف من الطائرة بوجود معنى لكل أحاسيسه ومشاعره، فإذا شعر بأنه غير مرتاح لأمر ما، يظن أنّ هذا الأمر سوف يجلب له المشاكل وكما نُلاحظ أنه مجرد استنتاج عاطفي مبني على المشاعر والأحاسيس التي لا تَمُت للحقائق والإثباتات العلمية بصلة. فالذي يتخذ قرار عدم السفر بالطائرة بناء على أحاسيسه ومشاعره فمن الطبيعي لا يسافر مدى الحياة، لأنّ المشاعر والأحاسيس هو مصدرها وهو يخاف من ركوب الطائرة، فبالتالي ليس غريبا أن تحدّثه مشاعره وأحاسيسه عن أن يوم السفر بالطائرة هو اليوم المشئوم. قد يشعر الإنسان بالاكتتاب عندما يقلل من شأن منجزاته، وعدم اعتبار أعماله الإيجابية، فالذي يخاف من ركوب الطائرة يتجه إلى إضعاف قدرته على العمل ومواجهة مخاوفه، بأن يمحو من ذاكرته التجارب السابقة التي حقق فيها نجاح ملحوظ بالسفر بالطائرة إلى الأماكن في أقصى بقاع الأرض ولم يحدث له شيء. ويفكر فقط في التجارب الفاشلة التي لم يستطع فيها مواجهة خوفه عندما ألغى حجزه في رحلة من الرحلات، أو خروجه من الطائرة قبل الإقلاع، مما يؤدي إلى معاناة نفسية يواجهها في المستقبل نتيجة الهروب من مواجهة هذه المخاوف.