10 سبتمبر 2025

تسجيل

الإرهاب لا مشاعر له

15 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإنسان بعد مرحلة الرشد تبدأ تتشكل توجهاته وأفكاره، فإذا لم يجد برنامجا يوجهه ويرشده، يبدأ هو من تلقاء نفسه بتحديد هذه الأفكار والمعتقدات من البيئة المحيطة به، فقد تكون عشوائية أو منظمه حسب الظروف، فإذا كان هناك برنامج من الدولة يهتم ويحافظ على هذه الشريحة من الشباب، وهو برنامج إرشادي وتوجيهي سنوي يتم تقييمه ومتابعته من أعلى المستويات بالدولة وإذا لم يوجد يكون هناك مجرمو الأفكار والاعتقادات المنحرفة يجوبون مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن الشاب الضحية ليقوموا بغسل دماغه وتحويله من مواطن صالح إلى وحش يفتك بأقرب الناس إليه أمه وأبيه وأخيه. ففي تطور مصطلح غسيل الدماغ أن كل مواطن بالدولة إذا لم يتم تثقيفه وتوعيته لا بد أن يكون هناك من سوف يوجهه أفكاره واعتقاداته بما يضر نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه. وهذا هو الفعل الشرطي المنعكس الذي أثبته إيفان بافلوف أستاذ علم وظائف الأعضاء الروسي، والذي يقول أنه بتغيير بيئة الإنسان يمكن تغيير طبيعته الذاتية، ذلك بأن تقوم بعزله عنها وخلق بيئة أخرى وهمية يعتقد بها ويحلم بالوصول إليها. وهذا الأسلوب يستخدم بشكل شمولي منظم وبفنيات سيكولوجية مترابطة وتتم بالخطوات والاستراتيجيات التالية لتجنيد وصناعة الإرهابي في بلاد المسلمين.أولا: اختيار صغار السن، وهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 25 سنة، وهو السن الذي يكون فيه الشاب قابلا للتغير والإقناع بسهولة، فهي مرحلة يكون فيها الشاب لا يملك أي رأي أو توجه ويبحث عن من يوجهه ويعطيه الثقة بنفسه عندما يسند إليه مهام وظيفية ويشعره بنوع من المسؤولية.ثانيا: مرحلة الإقرار، والتي تعطي لهؤلاء المنحرفين أول خيط تحويل هذا الشاب إلى إرهابي، وهي مرحلة (الاعتراف وهي بكشف والاعتراف بكل ما ارتكب من ذنوب ومعاصي في الماضي والحاضر)، وهذه المرحلة تعطي رسالة للإرهابيين أنه على استعداد لتقبل أي شيء ليكفر عن ذنوبه ومعاصيه ويرضي ربه، فيدخلونه في المرحلة التي تليها، وهي مرحلة التعليم والتثقيف في الدين الذي يرونه مناسبا لفكرهم المنحرف.ثالثا: عزل الشاب عن الأسرة والمجتمع، بحيث لا يسمع ولا يرى إلا ما يريد الإرهابي أن يرى، وبذلك لا يستطيع أن يعرف أي معلومات عما يحدث حوله. سواء المعلومات والأحكام الدينية التي تغذي انحرافه الديني. فيمنعونه من الصلاة بالمساجد أو الاحتكاك بالمجالس ويكون معهم في تواصل مستمر، إما بشكل مباشر أو عن طريق الإنترنت، وبالتالي يرى أنه في عالم الإيمانيات ومن حوله مرتدون يجب أن يتخلص منهم، ولكن ينتظر الأوامر من أمير الجماعة الذي يحدد متى؟ وأين؟ ومن؟.رابعا: تعريضه لعبادات دينية قاسية، وهي الحرمان من الطعام والراحة، مثل قيام الليل والصوم بطريقة لا يتحملها جسد الإنسان الطبيعي، وذلك من أجل أن يطمئن أتباعه أنه على منهجهم، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "تحتقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم".خامسا: تعريضه لضغط نفسي واجتماعي كبير، بأن المجتمع الذي يعيش فيه هو مجتمع مرتد وكافر فيه الفاسدون والمساعدون لهؤلاء الفاسدين، وكلاهما يجب الخلاص منه، حتى وإن كان صائما ومصليا لا ينفعه صيامه ولا صلاته، فإذا لم يكن من أفراد أسرتك فاسد، فهو مساعد لهذا الفاسد على انتشار الفساد، وحتى لو كان أبوك أو أمك أو أقرب الناس إليك، وحتى تكون مؤمنا مكتمل الإيمان، يجب أن تغير هذا المنكر بيدك وأن تبدأ بأقرب الناس إليك. سادسا: وخلق بيئة ومناخ بديل عن الواقع الذي يعيشه لم يقوم به من هذه الطاعة العمياء، وهذا السلوك القاسي أنه في النهاية سوف يفوز وينجح برضى الله والجنة والحور العين.سابعا: يلزمونه بحضور اجتماعات ودروس دينية يومية مكثفة عن طريق الإنترنت لتدريسه الفكر الإرهابي وبنفس الوقت يضمنون أنه لا يتغذى إلا من فكرهم ويرددون له باستمرار أن لا يدخل في نقاشات مع أحد، ويلتزم الصمت وأن لا يجلس في أي مكان أسري أو اجتماعي أكثر من ربع ساعة، فيكون بذلك (قليل الكلام كثير الصمت سريع الزيارات واللقاءات كثير العزلة)،فيكون بذلك قنبلة موقوتة لا يعرف متى تنفجر؟ وأين سوف تنفجر؟ وفي وجهه من سيكون الانفجار؟ فلا نعجب من أن هؤلاء النوعية من الناس يقتلون آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم وأولاد عمومتهم، فهم يعتقدون أنهم على شيء، وهم ليسوا على شيء. وبالتالي يجب أن نتعرف عليهم في بيوتنا؟ أي بمعني كيف تعرف أن في بيتك رهابي؟ فيمكن التعرف عليهم والتنبؤ بتصرفاتهم، وهي عن طريق الملاحظة، فأولا لا تهتم بالشكل مهما كان، وهو أن يكون بلحية أو بدون لحية، فهم أهدافهم أكبر من أن تهمهم تطبيق السنة، فهم يحلقون لحاهم ويسبلون ثيابهم، قبل أن يفجروا نفسهم، اجعل اهتمامك على العزلة مع النت لساعات طويلة قلة الكلام والهروب من الحوار والمناقشة عدم الخروج من المنزل وإتمام العبادات في البيت عدم الجلوس في مكان واحد مدة طويلة، بعد هذه الملاحظات الأولية حاول أن تفتش في غرفته أو أن تنبهه أمه وإخوته ليساعدوك في الملاحظة أو يقدموا معلومات قد تكون مفيدة لك، أما تعزز اعتقاداتك بتصرفاته أو تنفيها. وفي حالة ثبت عندك شيء عنه مريب يجب إبلاغ الجهات الأمنية فورا، التي يوجد فيها جهاز متخصص في مكافحة الإرهاب.