11 سبتمبر 2025

تسجيل

المريض النفسي يتفاعل مع الأحداث العالمية

12 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعلنت الشرطة الألمانية يوم أمس أن الشخص الذي نفذ عملية طعن، وقتل شخصاً وأصاب ثلاثة في محطة قطار قريبة من ميونيخ هي لدوافع إسلامية، وأعلن يوآخيم هيرمان وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية أن منفذ عملية الطعن يعاني من مشاكل نفسية ويتعاطى المخدرات، مؤكدا بذلك تقارير إعلامية سابقة كشفت عن ادمان منفذ الهجوم، وأكد الوزير أنه وإلى غاية اللحظة لم يتم التحقق من وجود دوافع “إسلامية” وراء الهجوم، مضيفا أن التحقيقات “لا زالت جارية” للتأكد من عدم وجود أي دوافع سياسية للجاني. كذلك لاحظنا في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي عن عمليات غريبة ولا يصدقها العقل لاشخاص يقتلون أولاد عمومتهم أو يقتلون اخوانهم وآباءهم وهم اقرب الناس، لهم لدوافع غير منطقية وغير حقيقية، وهي دوافع ارهابية لشخص يؤيد جماعة لم يرها ولا يملك جواز سفر في حياته ليذهب إليها، فيضحي بأقرب الناس من أجل لا شيء. شيء غريب يدعونا للتساؤل لماذا؟ وكيف؟ ولما؟. فنلاحظ انه بدأ يتكون عند الكثير من الناس ارتباط بين الارهاب والمرض النفسي وهذا يعود الى ان بعض المرضى،سواء (نفسيا او عقليا) تسهل السيطرة عليهم عن طريق التواصل الاجتماعي، خصوصا المرضى بمرض الشخصية الحدية او الفصام التآمري أو ثنائي القطب أو الشخصية السيكوباتية، وتحويلهم إلى إرهابيين أو مجرمين يقتلون لاوهام وخيالات يصدقونها ويقومون بالتنفيذ نتيجة احساسهم بالخطر أو الخوف للدفاع عن أنفسهم أو فكرة أو عقيدة منحرفة لا تمت للإسلام بصلة، فيجب أن نكون على يقظة انه من الممكن تجنيد بعض الأمراض العقلية وتوجيهها. خصوصا انها امراض تعيش بيننا وتتكيف مع مرضها بمساعدة العلاج الدوائي. فهي امراض خطرة وتتميز بالذكاء والتفوق، فالفصامي خصوصا الفصام التآمري هو شخص من علاماته التفوق والذكاء ولا يمكن كشفه إلا اذا امتنع عن الدواء، فيكون واضحا للعيان، انه يتكلم بطريقة سريعة وغير منظمة ويشعر بان هناك اناسا يدبرون ضده مؤامرة، فيبدأ بالاستعداد للمواجهة وعادة هذه الاستعدادات تكون مميتة حتى لو كانت لاقرب الناس منه، فهو لا يفرق بين قريب او بعيد، فبمجرد سيطرة الافكار عليه، التي قد تكون ارهابية او مرضية يبدأ في عملية التنفيذ ويخطط بطريقة خفية، لان افكاره تقوم على التآمر الذي يستدعي الحرص والحيطة والحذر.والمرض العقلي أو النفسي ليس بالضرورة يعود لاسباب وراثية في الطفولة أو مشاكل أو ضغوط نفسية، بل ان هناك اسبابا اخرى مثل الادمان وتعاطي المواد المخدرة أو الادمان على العقاقير النفسية، فهي تغير تفكيره واعتقاداته ومن الممكن ان تجعلها أفكارا مرضية او إرهابية، فلا نستغرب اذا عرفنا أن مدمنا تحول الى ارهابي ونفذ عملية ارهابية، أو ان شخصا منحرفا تحول الى شخص يؤيد الحركات المتطرفة ويدعو لها. فالمواد المخدرة تلعب دورا في القضاء على بعض المراكز المهمة في المخ، مثل الادراك والتمييز والترابط بين الافكار، فيكون هناك نشاط فكري قوي يدرك ويحلل بطريقة خاطئة فيؤثر على الحالة النفسية للمريض التي تستوجب عليه التنفيذ ليشعر بالراحة النفسية.والمثير للإعجاب في هذه الانواع من الأمراض ان أصحابها يحملون شهادات عالية وفي تخصصات صعبة وعلمية تحتاج ان يكون صاحبها متفوقا وذكيا، ليصل الى هذه الدرجة العلمية، فيبدأ حياته بأعراض نفسية وعقلية بسيطة يستطيع السيطرة عليها مع انه مع الضغوط النفسية من الممكن ان تُلاحظ عليه ولكن عدم معرفة الكثير من الناس بهذه الانواع من الامراض لا يلقون لها اى اهتمام. خصوصا اذا كان الشخص صاحب مكانة علمية أو اجتماعية، فتتطور الامور الى ان تأتي مرحلة الانفجار النفسي التي فيها لا يستطيع السيطرة على افكاره واعتقاداته، لكن بعد ان يصل الى مرحلة متأخرة قد يضر فيها نفسه أو أسرته أو مجتمعه.