17 سبتمبر 2025

تسجيل

الشكر والتقدير وترجمة الأخلاق؟

22 نوفمبر 2014

فى أمسية ودية لم تكن لتخلو من الدفء الأسري، الذى طوق المكان بـ (مشاعر صادقة)، خلقت رابطاً بث الكثير من الألفة فى نفوس المدعوات، وقفت وبكل فخر بينهن مُرحبة بهن، ومُعربة عن شكرى وامتنانى لتلبيتهن دعوتي، التى بدت غريبة الى حد ما، خاصة لغياب سبب الدعوة، الذى لم يُكشف الا بعد تلبيتها تلك (الدعوة)، وكان لتوجيه خالص الشكر وصادق التقدير لأكثر انسانة ساعدتنى على بلوغ المكانة التى لطالما حلمت بها، وهى (أمي)، التى لم تبخل على يوماً بأى شيء كنت فى أمس الحاجة اليه؛ كى أستند اليه وأحقق كل ما أريده، وهو ما يبدر من معظم الأمهات؛ ايماناً منهن بعظم دورهن فى هذه الحياة، ولكنه ما كان خاصاً ومميزاً من أمى (حفظها الله لي)، التى ساهمت بدفعى نحو التفوق حتى وان عجزت عن فعل ذلك فى محطة من المحطات، ولأى سبب من تلك الأسباب، التى بدت بسيطة أمام عظم تلك الدروس التى خرجت بها فى حياتى بفضلها أمي، تلك الانسانة التى لطالما فكرت بالطريقة التى يُمكننى بها شكرها وتقديرها، فكان وأن كان لى ما أردته من خلالها تلك الأمسية الرائعة، التى جمعتنى بأمى ومن نحب، ووسط ذهول البعض، واعجاب البعض الآخر لم يكن ليسلبنى اهتمامى سواه التوجه وبكل حب اليها (أمي)؛ كى أعبر لها عن فخرى بجميل الجميل الذى تقدمت به لي، وهو التوجه الذى لم يكن ليغطى الا القليل من ذاك الكثير الذى تقدمت به لي، وساهمت بأن يكون لى وبكل حب، ويكفينى بأنه وفى تلك المرحلة ما قد ساهم بتحقيق الهدف الذى خططت له، فمضت الأمسية على خير سبق لى وأن توقعته وشاهدت تفاصيله فى (الفيلم الذهني)، الذى سبق مرحلة التنفيذ، وهو المُراد والحمد لله.أيها الأحبة: لعل منكم من سيفكر بالسبب الذى حَملنى على بدء مقالى لهذا الأسبوع بهذه المقدمة (الخاصة) نوعاً ما، أى تلك التى أخذتكم فى جولة سريعة الى حياتى الخاصة، وعلاقتى بأهم انسانة فى حياتى وان كان ذلك بشكل سريع الا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لي، والحق أنى وحين فعلت فلرغبتى بأن أشارككم قيمة الشكر الذى يكون لكل من يستحقه منا، ومعنى التقدير، الذى يكون كذلك لمن يستحقه، وحين يتعلق الأمر بالشكر والتقدير فلاشك بأنه ما سيكون وبكل حب سيُكشف من خلال الطريقة التى ستعبر عن كل ما سبق، الطريقة التى قد نختلف عليها، ولكننا نتفق على أنها لابد وأن تكون؛ لعظيم ما ستتركه فى النفوس؛ لتحثها على الارتقاء أكثر، فجمال ما نشعر به بمجرد أن نتلقى كلمات الشكر والتقدير، يستحق بأن يكون للآخرين؛ كى يدركوا ما قد أدركناه بفضلهم، مما يعنى أنه ومن الأفضل بأن نعيش وسط دائرة يحيط بها الشكر والتقدير من كل جانب؛ كى نبث ثقافة الشكر بعد أن نغرس قيمة العطاء فى سبيل تكوين ثقافة مجتمعية ودية تقوم وتُبنى على الحب، الذى سيساهم بارتقاء الأفراد، وهو كل ما نسعى اليه من خلال صفحة (الزاوية الثالثة)، التى تلقت وبكل حب مشاركاتكم وعرضت ما سمحت به المساحة المُتاحة، وعليه اليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةالشكر يترجم سمو أخلاقك، والتقدير يترجم ما يسكن أعماقك، والخير كل الخير حين تشكر وتُشكر، وتقدر وتُقدر دون أن تمضى اللحظات وأنت لا تدرك معنى الشكر أو التقدير، ولا تسمح لغيرك بأن يعبر عن هذه المعانى الجميلة، التى تستحق منك وقفة صادقة فى سبيل التعبير عنها لمن تحبه وتحب منه عمله، فحين تُقدم على التقدم بالشكر يتضاعف حجمك وتصبح أكبر بكثير فى عيون من حولك، ولكن وحين تبخل بهذه المعانى الجميلة فأنت تساهم بتقليص حجمك؛ لتختفى مع مرور الوقت دون أن يُدرك وجودك، وهو ما لا نريده لك ودون شك، وعليه فلتبارد بشكر من يستحق الشكر وتقديره بما يستحقه من تقدير؛ لأنك وان فعلت فستجد وفى المقابل من سيُباردك بما هو لك ان شاء الله.