14 سبتمبر 2025
تسجيللأنَّ الوطنَ تمتدُ مساحتُـهُ الجغرافيةُ المحدودةُ لتشمل مساحاتٍ لا متناهيةً داخل قلوبِ مواطنيه فإنَّ الحديثَ عنه يظلُّ عذباً يسقي مشاعرَ الانتماءِ والولاءِ بالفخرِ والاعتزازِ. نجاح مؤتمر (سباير فور سبورت) لم يقتصر على جانبه التنظيمي، وإنما امتد إلى الاقتصاد كعنصرٍ رئيسٍ في كلِّ إنجازٍ. فمن خلاله، بُعِـثَـتِ الروحُ في اقتصادنا المحلي، وبدأنا نلمح سعيَ رؤوسِ الأموالِ الوطنيةِ للمشاركة في المشروعات الضخمة التي تم الإعلان عنها. وكم نتمنى لو أعلنت الشركات الوطنية الكبيرة، والشخصيات الاقتصادية الوطنية المعروفة، عن مخططاتها الواضحة للمشاركة في تحقيق أهداف المؤتمر، لأنَّ ذلك سيُحَـرِّكُ عجلةَ الاقتصاد الوطني، ويدعمُ الانتقالَ من المرحلة الاقتصادية الأبوية التي تكون فيها الدولةُ الراعيَ الوحيدَ للتنميةِ الشاملةِ، إلى مرحلةٍ ينخرطُ فيها المواطنون، تجاراً وصناعيين وشركاتٍ ومؤسساتٍ، في مشاركةٍ فِعليةٍ تتخطى الربحَ السريعَ، ويكون بناء قاعدةٍ اقتصاديةٍ وطنيةٍ صلبةٍ هو الهدفُ الذي يعمل الجميعُ من أجله. وأيضاً، نجح المؤتمر في إبرازِ الشخصيةِ القياديةِ للإنسانِ القطريِّ، فأينما توجَّهنا رأيناه في مركزٍ متقدمٍ، يدير الفعالياتِ والندواتِ، ويخاطبُ وسائلَ الإعلامِ المحلية والخارجية، ويراه الآخرون على حقيقته في علمه ومعرفته وقدراته الإدارية والتنظيمية، مما جعلَ من صورته انعكاساً لما ستشهده بلادنا خلال المرحلة التي تفصلنا عن مونديال ٢٠٢٢ م، وخلاله، وبعده. وهذا يدفعنا لتوجيه الشكر والتقدير للجنةِ إدارةِ المؤتمر، مسؤولين وموظفين، في شخص السيد/ حمد بو هندي، الذي لعبَ دوراً بارزاً في إدارة وتنظيم المؤتمر، وكذلك في تسويقه إعلامياً، محلياً وخارجياً. ومن النجاحات التي أثلجت صدورنا، أنَّ الرؤى المتقدِّمة للرياضة كعِـلْمٍ وإدارةٍ، والـمُتمثلة في سباير، برزت كملامحَ تشير إلى مجتمعٍ مُتَـحَضِّـرٍ يستند إلى الإنسان وإعداده معرفياً وعلمياً وبدنياً، بحيث تكون الرياضة جزءاً من كلِّ حِـراكٍ اجتماعي، ونستطيع بذلك إعداد المجتمع كلِّـه للمشاركةِ في إنجاح مونديال ٢٠٢٢م، واحتضان الفعاليات والبطولات القارية والدولية التي ستستضيفها بلادنا. الأمر الآخر الذي لابد من ذِكْـرِهِ هو أنَّ سباير تلعب دوراً فاعلاً في إعداد القيادات الرياضية التي سيكون دورها بارزاً في تمثيل الدولة في المنظمات والهيئات الإقليمية والقارية والدولية، وهذا سيكون له انعكاسٌ اقتصادي مستقبلي يجعلنا نتمنى على الشركات والمؤسسات الوطنية أن تُسهم في دعم وإنجاح جهودها. كلمة أخيرة: نشكر صحافتنا ووسائل الإعلام المحلية، ومنها بخاصة جريدة (الشرق) التي كان لها دور عظيم في إظهار الصورة الرائعة للمؤتمر، وأسهمت في إنجاحه إعلامياً.