16 سبتمبر 2025

تسجيل

تشبيه

22 نوفمبر 2012

في أحد المنتديات الثقافية التي تنتشر على الإنترنت، وتملك عالمها الخصوصي، وقراءها ومبدعيها البعيدين تماما عن الكتابة الورقية، تحدث أحدهم عن رواية صدرت حديثا لكاتب عربي، وأعجبته، ولما سألته إحدى المتداخلات عن تلك الرواية، وهل تستحق أن تدفع فيها ذلك السعر الذي تعرض به في المكتبات؟، رد بأنها تشبه سعاد ماسي. لم أكن أعرف من هي سعاد ماسي بالتأكيد، لكني خمنت بأنها ربما تكون ممثلة حديثة الظهور، لم تصل إلى أسماعنا بعد، أو مغنية من أولئك اللائي يظهرن كل يوم بلا صوت ولا طعم مميز، ومعتمدات على جمال الوجه فقط، ويختفين بعد ذلك من دون أن يتركن أثرا يتم اقتفائه، حين نؤرخ للغناء العربي، وعن بصمات الذين ملأوه إبداعا. كان جوجل، الباحث العظيم، حاضرا في تلك اللحظة، ومنذ ظهر جوجل في حياة الناس، لم تعد الأمور البحثية صعبة، ولا عادت هنالك حاجة للبحث المضني في المكتبات العامة والصحف القديمة والمجلات المعبرة، للعثور على ما نبحث، ويمكن عن طريقه العثور حتى على حفرة صغيرة، في شارع منسي وفي بلد لا يعرفه أحد. وبضغطة ذر على ذلك الباحث الرهيب، ظهرت سعاد ماسي التي شبه القارئ بها رواية أعجبته، وكانت مغنية مليحة تقاطيع الوجه بدرجة لا تصدق، وتتشرف تلك الرواية بأنها شبهت بها. لا أنكر أن ذلك النهج من التوصيف أعجبني بشدة، وجدته اختصارا شفافا لعدة أوراق ربما يكتبها ناقد أو صحفي، ليبدي إعجابه بتلك الرواية وربما لا يقرأها أحد بعد ذلك. كان ترويجا يربط الشائع بغير الشائع، فالمغنيات ونجمات السينما بالطبع أكثر شهرة من الروايات، ويتذوقهن الناس أكثر مما يتذوقون الرواية، وما دامت رواية تشبه إحداهن، فقد تشد عشاق تلك النجمة ليقرأوا الرواية ويبحثوا عن وجه الشبه. بالرجوع إلى ذلك المنتدى الثقافي الذي كما قلت، يملك قراءه ومرتاديه العديدين، حيث يروج كل واحد لكتاب نال إعجابه، أو يقرأ عن كتاب لا يعرفه، وجدت أن الرواية قد تم شراؤها بواسطة تلك التي سألت عنها، واستكثرت سعرها الغالي وهي تراها على واجهة إحدى المكتبات وبواسطة آخرين أيضا، ربما أعجبهم الوصف أو شدهم، فانساقوا وراءه وقرأوا تلك الرواية، وأسهبوا في الإشادة بها، وهم في الواقع كما أتخيل، يشيدون بنجمتهم المغنية. نحن ككتاب نحتاج إلى تلك الصراعات الجديدة بلا شك، نحتاج إلى من يلصق أعمالنا بنجمة سينمائية أو مغنية فارهة الحسن، حتى تشق طريقها إلى القراءة، وفي مقالات قادمة سأعمق من ثقافتي الغنائية، أقصد في الوجوه التي تغني، وأربطها بكتب أعجبتني، لعلها تجد قارئها بسهولة، كما وجدت تلك الرواية التي تشبه سعاد ماسي.