12 سبتمبر 2025
تسجيلكل يوم يحقق قطاع التعليم في دولتنا الحبيبة قفزات كبيرة على جميع المستويات العالمية يجعلني دائما أشعر بالفخر والاعتزاز لأننا نسير بخطى ثابته نحو المستقبل. فهذه النجاحات لا يمكن أن ينكرها ألا مجافون للحقيقة خاصة إن الشهادات على نجاح تعليمنا جاءت من منظمات ووسائل إعلام عالمية حيادية فقد ذكرت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية مؤخراً أن قطر نجحت في أن تتفوق على الولايات المتحدة والدول الكبرى في مجال التعليم خصوصاً، وأشارت إلى أن قطر أصبحت نموذجا راقٍيا في دعم نهضة تعليمية شاملة وبالأمس القريب حققت قطر مراكز متقدمة في النظام التعليمي في تقرير التنافسية العالمية حيث حصلت على المرتبة الرابعة عالمياً من بين 142 دولة في جودة نظام التعليم والأولى على مستوى الشرق الاوسط. كما حمل تقرير التنافسية العالمي السنوي الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عن العام 2011 — 2012 الكثير من المؤشرات الإيجابية على ما تم تحقيقه في النظام التعليم بدولة قطر ويعتبر هذا التقرير إضافة مثمرة على تحقيق السياسات والاستراتيجيات والخطط التنفيذية لنجاحات في عدة مجالات تعليمية. ولاشك أن هذا لا يتأتى دون وجود مقومات عديدة أولها إرادة قوية من قيادتنا على تطوير التعليم وجهود مخلصة من مسئولي المجلس الأعلى والعاملين في الميدان التربوي للعمل على النهوض بتعليمنا بتوفير بيئة تعليمية محفزة ومعلّم قادر على الإسهام بشكل فعّال في تحقيق هذا الهدف. وقيادة مدرسية واعية تقرأ المستقبل واحتياجاته وتعمل من أجل إعداد مواطن يساير متطلبات المستقبل الذي سيعيش فيه وليس القرن الحالي. والناظر إلى واقع مدارسنا يجد أنها أصبحت مفخرة لكل مواطن فهي أصبحت تشجع على الإبداع والابتكار لدى الطلاب عن طريق توفير بيئات تعليمية خلاقة تلبي الاحتياجات الفردية للطلبة وتحسن أداءهم من خلال تطبيق معايير دولية في التعليم واستحداث طرق تدريس ووسائل تعليمية متنوعة تناسب طبيعة العصر وهذا ليس كلاما نظريا بل أتمنى من كل فرد في المجتمع أن يمارس دوره الحقيقي ويذهب بنفسه إلى المدارس ليرى ما يدور في الواقع ليعرف الفرق بين مدرسة اليوم ومدرسة الأمس ويشاهد أساليب تعليم اليوم كيف تطورت وتنوعت وكيف اكتسب طلابنا مهارات التحليل والنقد والحوار ولم يصبحوا مجرد وعاء للمعلومات، فهذه دعوة أوجهها عبر هذا المنبر لكل فرد ولي أمر أو أخ أو أم أن يذهب للمدارس ويشاهد بأم عينه الواقع ليحكم بصدق لأن من شاهد ليس كمن سمع. والمطلوب منا نحن التربويين أن نعمل من أجل أن يواكب تعليمنا آفاق المستقبل بحيث نقدم لأبنائنا تعليما يعمل على إكسابهم المهارات ويطلق ملكاتهم الإبداعية والابتكارية حتي يكونوا مواطنين قادرين على بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم. كما أنه مطلوب من جميع أفراد المجتمع العمل لدعم تلك الجهود لأن المسئولية مشتركة والوطن وطننا جميعاًً.