10 سبتمبر 2025
تسجيلأحد أسمى الأعمال التي يمكن للإنسان أن يؤديها هي الأعمال التطوعية التي لا يتقاضى عليها أجراً، وأعلاها درجة عندما تكون خالصة لوجه الله تعالى، وتتنوع الأعمال التطوعية وبمجالات عدة، فقد تكون أعمالاً تطوعية ذات مجهود جسدي في أعمال كالنظافة، التشجير، الأمن والمساعدات الداخلية والخارجية عند حدوث الكوارث، وهناك المجهود الذهني كتقديم الورش والمحاضرات وتقديم العلم الديني، المهارات، التثقيف وغيرها من البرامج. في الخارج والغالب فيها الدول الغربية نجد أن فتح باب التطوع لا يتم تحديده بعمر معين، ولذلك نجد من يصل عمره إلى ٩٠ سنة له مساحة مشاركة في الأعمال التطوعية من تقديم المأكولات للفقراء أو مسؤول عن تذاكر الدخول إلى المناسبات الخيرية وغيرها، والأقل عمراً يكون لهم دور آخر يتناسب مع أعمارهم والحالة الصحية والتي قد تتوافق بذات المهام مع كبار السن. العمل التطوعي عندما يكون ثقافة واعتقاداً فهو يصبح إرثاً ذا قيمة مادية ومجتمعية عالية، فعندما يلعب الأب دوراً في تثقيف أبنائه في تنظيف الشواطئ والصحراء والروض من مخلفات الغير قبل مخلفاتهم فهذه ثقافة تؤدي إلى بيئة صحية نامية، وهي في ذاتها تجعل إرساء قاعدة النظافة فتصبح إحدى العادات التي يؤديها الأشخاص بحياتهم الاعتيادية، وتأتي البقية من عملية التشجير وغيرها والحث على زيارة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعلم لغة الإشارة والكثير من هذه الأعمال ذات الأثر الدائم على الفرد والمجتمع. وقد وجدت جهات عدة تقوم بعدة أدوار مجتمعية، ومنها متحف قطر الوطني، ووزارة البيئة ووزارات وجهات خاصة أخرى. إذاً العمل التطوعي هو فكر للكبير والصغير للأب والأم، ولكن هناك عائقاً نجده في بعض الجهات في شأن المشاركة في الأعمال التطوعية وهو في تحديد عمر المتقدم للعمل التطوعي كمثال ألا يزيد عمر المتقدم على ٣٠ سنة!. وهذا نهج مغاير لسمو النهج المُتبع الذي يهدف له العمل التطوعي، نعم لتحديد المهام وليس تحديد العمر كالمهام التي تتطلب مشقة في تأدية العمل بدنياً يُنظر فيها للعمر وصحة الشخص وتحدد مهام كالتسجيل والإحصاء والنتائج وتقاريرها على الأشخاص الأكبر سناً وذوي الاحتياجات الخاصة ومن هم في صحة متوسطة. وعلى مستوى الفرد يجب على الأفراد والأهالي المشاركة في تلك المبادرات وإشراك أبنائهم فيها وجعل هذه الأفعال عادة متأصلة فيهم وأن العمر مجرد رقم وأن الإنسان مستمر بالعطاء، ففي حديث الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) الحديث له معان كثيرة جداً، وأحدها أن النفع للمجتمع يقدمه الإنسان إلى آخر لحظة في حياته. إن العمل التطوعي باب لا يجب إغلاقه وتحديده لفئة عمرية معينة بل يجب أن يكون العمل التطوعي منطقة مفتوحة لا تحيطها الجدران وأن تكون منطقة ذات طابع متميز يصل لجميع أفراد المجتمع ويُشعرهم بالحياة وقيمة الحياة لكل شخصٍ منهم. أخيراً العمل التطوعي راحة للنفس وتجديد وتخليصها من شوائب الحياة وعُقدها، واستثمار بشري ونفسي وصحي ذو أثر دائم على المجتمعات وأفرادها.