21 سبتمبر 2025

تسجيل

حروب إسرائيل والغرب على غزة تسقط الأقنعة والضمائر!!

22 أكتوبر 2023

بعد أسبوعين من حرب الإبادة التي تشنها آلة القتل الإسرائيلية على قطاع غزة مع اقتراب عدد الضحايا-الشهداء من 5000 و1300 تحت الأنقاض وأكثر من 12 ألف جريح 70% منهم من النساء والأطفال ضحايا القصف الإسرائيلي الجوي والبري والبحري. في جرائم حرب غير مسبوقة على مدار الساعة، حوّلت غزة لمسلخ ذبح على مسمع ومرأى من العالم. وما لا يقل إيلاماً هو اصطفاف الغرب بقيادة الولايات المتحدة ومعها الديمقراطيات الأوروبية شركاء في الجرائم، بعدما صدعوا رؤوسنا بالدفاع عن الحريات واحترام حقوق الإنسان-وعدم تكرار المحرقة. فإذا بالرئيس بايدن الذي يوظف منصبه رئيساً لخدمة حملته الانتخابية لرئاسة ثانية تبدأ الدورة الانتخابية الرئاسية 2024 في يناير القادم بتصفية المرشحين داخل الحزب الجمهوري. أمضى الرئيس بايدن 7 ساعات في تل ابيب واجتمع مع نتنياهو وحضر جلسة حكومة الطوارئ وتعهد بالوقوف مع إسرائيل-والتقى أهالي المحتجزين الأمريكيين لدى حماس- وتبنى الرواية الإسرائيلية بتحميل الجهاد الإسلامي مسؤولية قصف مستشفى المعمداني بالخطأ- أدى لاستشهاد 500- وزاد الاصطفاف والاستفزاز الأمريكي للعرب والمسلمين. كما طلب بايدن من الكونغرس المشلول وبلا رئيس-تمويل 105 مليارات $ يخصص 14 مليار$ منها-»لتجديد مخزون إسرائيل من العتاد ولضمان استلام حاجاتها للدفاع عن نفسها»!!بالإضافة لدعم سنوي 3.8 مليار دولار تقدمه الولايات المتحدة تستحوذ إسرائيل بها على أسلحة أمريكية- وتكرر الإدارات الأمريكية تأكيد التزامها بالحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي على الدول العربية.واضح هدف إسرائيل من القصف الوحشي وقتل آلاف المدنيين الأبرياء وترحيلهم القسري-هو لتمهيد الأرض لشن كما يسمونه مناورة برية-الحرب البرية-لأنه فرصة للصهاينة قد لا تتكرر مع التعاطف الدولي لإبادة حماس لإنهاء خطر تهديدها المتكرر وخاصة عملية مثل طوفان الأقصى ولاستباحة قطاع غزة كما هو الحال مع الضفة الغربية الاقتحام. يفضح ازدواجية معايير أمريكا، تشبيه بايدن: بربط حماس وبوتين، وأنهما يمثلان تهديدين مختلفين، لكن كلاهما يسعى لتدمير نظامين ديمقراطيين: أوكرانيا وإسرائيل! ويقدم دعما مفتوحا لأوكرانيا ضحية عدوان واحتلال روسيا ومقاومتها لتحرر أراضيها وتهزم روسيا ب75 مليار دولار، بالمقابل، يساند ويدعم بايدن والغرب احتلال ومجازر وإبادة إسرائيل الفلسطينيين بسلاح أمريكي! ولأول مرة يشهد الشرق الأوسط تمركز حاملتي طائرات جيرالد فورد وايزنهاور شرق المتوسط على قرب المياه الإقليمية مع لبنان وفلسطين المحتلة- ويكرر بايدن الهدف ردع إيران وحلفائها ومنع توسع الحرب للجبهة الشمالية! وحتى ممارسة أمريكا ضغوط على إسرائيل لتأجيل الحرب البرية- تطلق عليه إسرائيل مناورة وليس. وكأنه لم يكن التصعيد الإسرائيلي والقتل المتنقل كافياً، أنتقل جنون حرب إسرائيل وبدعم القوى الكبرى يتقدمهم البيت الأبيض-والكونغرس-ومراكز الدراسات-والإعلام الرئيسي وقمع الرأي الآخر الذي يُتهم بدعم حماس والإرهاب إذا تجرأ أصحاب الضمائر انتقاد الانحياز الأمريكي والغربي لإسرائيل وتقديم الدعم الأعمى للقاتل والجلاد على حساب الضحية المعذب والمجبر على النزوح القسري والتطهير العرقي وجميعها جرائم حرب،- صعّدت إسرائيل قصفها للمساجد وثالث أقدم كنيسة في العالم والمستشفيات. وطلبت إخلاء مستشفيات و5 مدارس تديرها وكالة غوث اللاجئين- تستضيف آلاف الأسر. بينما تقتل وتبيد آلة القتل الصهيونية بأسلحة محرمة مسلمين ومسيحيين وأطفالا ونساء وشيوخا وشبابا وتدمر المنازل على رؤوس أصحابها!ويقف العرب والمسلمون والمجتمع الدولي عاجزين! لم يدع لعقد قمة عربية طارئة! بل قمة القاهرة للسلام!! ولم تسحب الدول العربية المطبعة سفراءهم من تل أبيب ولم يطردوا سفراء كيان الاحتلال. بل أقترح الرئيس المصري نقل الفلسطينيين من غزة إلى النقب جنوب فلسطين حتى تنهي إسرائيل تصفية حماس والجهاد الإسلامي- (في مخالفة للقانون الدولي واتفاقية جنيف) ويعترف وزير الدفاع الإسرائيلي أن ذلك سيستغرق سنوات. للأسف موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفتقد لعب دور قيادي وإطفاء النار. لم يقدم بايدن مبادرة وقف القتال والضغط لإلزام إسرائيل لهدنة إنسانية لإدخال قوافل الشاحنات المكدسة على الحدود مع رفح-ولا تخفيف الحصار والسماح بدخول امدادات الغذاء والدواء ورفع الحظر عن تزويد القطاع بالماء والكهرباء. ومارست الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع فرض هدنة إنسانية، بحجة عدم تضمن مشروع القرار حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها! المؤسف وسط المأساة والمعاناة وتحول غزة لسجن مفتوح وبيت عزاء، غياب أي وساطة من دول التطبيع العربية-وقبلها الولايات المتحدة المنحازة كلياً كعادتها لإسرائيل، ولا الاتحاد الأوروبي الذي يشارك أمريكا الانحياز السافر. وسط ذلك تبرز بارقة أمل بنجاح وساطة قطر في حل أزمات المنطقة والتوسط لإطلاق سراح الأسرى والمرتهنين: أوكرانيين من روسيا، وأمريكيين من أصول إيرانية من ‫إيران‬ مؤخراً، وأمريكيين يهود لدى حماس الليلة… والتوسط بين ‫أمريكا‬ وطالبان‬-للانسحاب من أفغانستان في عهد ترامب. والتوسط بين أمريكا وإيران حول الاتفاق النووي. يؤكد صواب السياسة القطرية وبكونها الطرف الوحيد إقليمياً المنفتح على جميع اللاعبين في المنطقة.. بعكس الدول التي صنفت جماعات إرهابية.‬‬ ‏كان موقف ورد رئيس الوزراء-وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن في مؤتمر صحفي بحضور وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي صريحاً وواضحاً وهدف قطر ابقاء الاتصال مفتوحا. والتركيز على وضع حد لهذا الصراع سيبقى محط التركيز في الفترة المقبلة». صادم سقوط قناع الغرب الأخلاقي بشكل معيب ومخجل. للمقارنة، بعد قطع بوتين الكهرباء والماء عن الأوكرانيين تحت احتلاله قامت قيامة الغرب ولم تقعد... لكن عندما تمارسها إسرائيل بما يخالف القانون الدولي يصمت الغرب المنافق ولا يحرك ساكناً!وبينما، نشهد تظاهرات ليهود وناشطين في نيويورك وواشنطن احتجاجاً على جرائم إسرائيل مرددين لا ترتكبوا جرائم حرب باسمنا! Not In my Name لا يحرك ذلك كله الضمائر النائمة!