06 أكتوبر 2025
تسجيلإذا كنت قادراً على التفكير بطريقة سليمة ومناسبة لحل تحدياتك اليومية بشكل يبتعد بها عن النمط التقليدي في التفكير، ويوصلك إلى نتائج إيجابية، فهذا بلا شك يعني أنك إنسان ايجابي ومبدع. فالإبداع عملية حسّية فكرية تمثل الإحساس بالصعوبات والمشكلات والتحديات والتغيرات في المعلومات والنماذج الفكرية لإجراء التحليل والتخطيط والتقويم والوصول إلى الاستنتاجات وصنع القرارات السليمة والنموذجية. ولكن كيف تتشكل هذه العملية المهارية الحسّية لدى الأفراد؟ الجواب بسيط أيها الأعزاء، لا يتطلب أن نذهب بعيداً للبحث عنه، فقط يلزمنا أن "نعصف أذهاننا" ونتعوّد استخدام مهارات التفكير في حياتنا. تعد طريقة العصف الذهني أفضل الطرق استخداماً لتنمية التفكير الابتكاري والإبداعي، حيث إنها الطريقة التي تطلق الطاقات الكامنة عند الأفراد وتسمح لهم بالتفكير النشط في جو من الحرية والأمان نظراً لخلوها من عوامل الإحباط، كانتقاد الأفراد أو مقاطعتهم أو السخرية من أفكارهم أثناء عملية العصف مما يساعد الإنسان على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار. وقد تصلح هذه الطريقة في الموضوعات المفتوحة التي لا يوجد لها إجابات محددة وتتطلب آراء مختلفة، وغالبا ما يتراوح عدد المشاركين في اجتماعات العصف الذهني بين 5 و 12 مشاركا، يكون بينهم رئيس يتولى إدارة الجلسة ويقوم بتشجيع الأفراد على طرح أفكار وحلول عديدة للتحديات. ومما سبق يمكن القول بأن العصف الذهني هو أسلوب تعليمي يقوم على حرية التفكير ويستخدم من أجل توليد أكبركم من الأفكار الجديدة لمعالجة موضوع معين وبمشاركة المعنيين بهذا الموضوع ومن خلال جلسة قصيرة. أو بمعنى آخر فهو يعني وضع الذهن في حالة من النشاط والتفكير السريع تجاه قضية محددة والبحث عن أفكار جديدة تتميز بالإيجابية للتعامل مع تلك القضية مع ضرورة إزالة جميع العوائق والتحفظات الشخصية أمام المشاركين وإطلاق العنان لتفكيرهم ليبدعوا ويقدموا أفضل ما لديهم من الأفكار. حرية التفكير هي هبة من الله، وهبنا إياها من أجل إعمال العقل في هذه الحياة، وطالما أن هناك حياة فلابد من جدل وتناقض وصراع؛ ولكن التناقض بديناميكيته هو سعي دؤوب نحو الحل، بل إن الحياة في مجملها قائمة على التفكير، وتميُيز الإنسان بالعقل هو أساس التكليف له. فقدرة الفرد على التوصل لبناء وتركيب أفكار جديدة أصيلة، ومختلفة عما يمارسه الآخرون، ولكنها تتميز بالإتقان إضافة الى الوضوح والابتكارية وامتلاك المهارات التي توصل الى ذلك؛ تساعد وتعزز الثقة بالنفس على مواجهة المشكلات والتحديات بحرص كبير، وبطريقة منهجية تعتمد على جمع أكبر كم من المعلومات قبل اتخاذ القرار. جميع التجارب التي مررنا بها جعلتنا نؤمن بأشياء معينة عن أنفسنا، وسواء كانت معتقدات وأفكار صحيحة أم لا، فإنها ستكون واقعاً بالنسبة لنا، فلو أننا اعتقدنا في أنفسنا الكفاءة وأدركنا أن القرار قرارنا، فإن هذا سيصبح بمثابة قانون في هذا العالم. أما إذا اعتقدنا في أنفسنا القصور، فإن هذا سيكون حالنا بالفعل، وحياتنا ستسير تبعاً له إذا نحن سلّمنا بهذه المعتقدات وقبلنا تلك الأفكار. لذلك ليس هناك من شيء يمكننا القيام به سوى تغيير تفكيرنا بطرق إيجابية وصحيحة تساعد الفرد منا على أن يراقب ويكيف وينظم نشاطاته المعرفية ليسهم في حل المشكلات ومواجهة التحديات. ختاماً، إذا زرعت بذرة طماطم فسوف تأخذ في النمو؛ وبالتأكيد ستجني منها الطماطم، لن تغير ثمرة الطماطم رأيها لتصبح خياراً لأنها ترى أن الخيار أفضل بالنسبة لك. فالتربة سوف تعطيك الطماطم طالما أنك مستمر في زراعتها، حتى وإن كانت لديك حساسية من الطماطم. ازرع ما يناسبك ستحصده حتماً. كاتبة قطرية - مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya