21 سبتمبر 2025

تسجيل

مستنقع ذبح خاشقجي

22 أكتوبر 2018

يوما بعد يوم تغرق السعودية في مستنقع جريمتها النكراء التي هزت ضمير العالم وحركته ضدها، بعد قتلها بدم بارد واحدا من رعاياها جريمته انه يحمل قلما انتقد سياساتها وأبدى النصح لحكامها، غرقت المملكة فراحت تتخبط في كل اتجاه ممتطية صهوة الكذب والتضليل، أمام تصاعد موجات النقد والتنديد الدولية بالجريمة التي كشفت زيف وخداع حكام السعودية.     فخلال اليومين الماضيين وبعد صمت وإنكار رسمي دام 18 يوما، خرجت الرياض السبت الماضي برواية هزلية عن الحادث، أقرب إلى حكايات ما قبل النوم التي نحكيها لصغارنا أثارت سخرية العالم تقول إن خاشقجي مات في مشاجرة داخل القنصلية، وفي اليوم التالي سربت رواية تقول إنه مات خنقا وبعدها سربت ثالثة تقول إن أحمد عسيري نائب مدير الاستخبارات الذي أقيل من منصبه ضمن كباش الفداء الذين يجري اختيارهم للقضية، شكّل فريقا من 15 عنصرا للقاء خاشقجي في إسطنبول، ضمن مخطط لإعادة المعارضين إلى داخل السعودية، وإن خاشقجي توفي نتيجة محاولة الفريق إسكاته عندما شرع بالصراخ، وجثته أعطيت لمقيم في إسطنبول للتخلص منها!. لتبدو الرواية الجديدة على طريقة أفلام السينما أشبه بـ «كلاكيت تصوير للمرة الثالثة لإقناع الرأي العام الدولي والإقليمي الساخر من الرياض» فنحن لا نعرف اية محاولات اقناع بالعودة تلك التي تشارك فيها «سرية إعدام» قوامها 15 شخصا بينهم طبيب تشريح يحمل منشارا!. وبالأمس وبعد أن جاءته الأوامر استيقظ عادل الجبير وزير خارجية السعودية من سباته العميق، ليضيف فصلا جديدا من الإرباك للرواية الرسمية لبلاده عندما اطل عبر شاشة «فوكس نيوز» الامريكية قائلا: إن السعوديين لا يعرفون كيف قتل خاشقجي.. أو أين جثته؟ لينسف بذلك الروايتين السابقتين ويضفي مزيدا من الغموض والإرباك على صانع القرار السعودي . بات من المؤكد إذن أن صناع السياسة الخارجية السعودية يدفعون بها نحو مستنقع جديد كما أغرقوها من قبل في مؤامرة حصار قطر والحرب على اليمن.