12 سبتمبر 2025

تسجيل

تكرار الأسئلة

22 أكتوبر 2018

من الأسئلة المكررة في الحوارات الثقافية، مهنة الكاتب التي أؤكد دائما، انها مجرد مهنة ليست ذات دلالة إيجابية في كثير من الأحيان. قد تكون هناك مثلا محطات كثيرة تتوقف فيها الحافلة لالتقاط شخصيات وإنزال شخصيات في نص لكاتب يعمل سائق حافلة. قد تكون ثمة مشارط تجرح الجسد، وأمراض مزمنة وحادة، في نصوص الكاتب الطبيب وقد تجد ماكينات، وقضايا ومجرمين، وطعاما يقدم عند كتاب أصحاب مهن لصيقة بتلك المعطيات لكن النصوص في أي موضوع، يمكن أن تكتب بقليل من الثقافة، ولا تحتاج لخبرات مهنية من أجل أن يكتب أي كاتب عن الجريمة أو الأمراض أو أي شيء يود الكتابة عنه. سؤال التأثير والتأثر، هو سؤال ملغى أيضا من الحوارات، أنا ألغيه حين أجده في حوار يصلني، لأنني لن أظل أردد في كل مرة بأنني تأثرت بأدب أمريكا اللاتينية حتى أموت، ولن أقول بأنني أثرت في أحد لأنني لا أعرف إن كانت تجاربي المتواضعة البسيطة قد أثرت في أحد أم لا؟ سؤال الغربة الذي يلازم كتابا ارتحلوا عن أوطانهم لأي سبب من الأسباب بما فيها عنت السلطات في تلك البلاد وعدم تذوقها للأدب في شتى صوره، وبالطبع منظومة شظف العيش أكثر المنظومات دفعا للناس نحو الرحيل. سؤال الغربة دائما جامد ودائما هو السؤال نفسه والإجابة نفسها التي لن تتغير، وحتى لو عاد الكاتب إلى وطنه، وحتى لو مات، هناك من سيشير بأنه كان مغتربا عن وطنه وكتب أدبا له علاقة بالاغتراب. وفي الواقع توجد منظومة أخرى تعادل تلك القيمة المتداولة، وهي منظومة الحنين التي تجعل الأدب المغترب يتعلق بأهداب الأوطان جيدا، ويخرج بلا أي رائحة أخرى غير رائحة تلك الأوطان. سنصدق أن هناك من رمى الوطن خلف تفكيره وأبدع أدبا بعيدا تماما عنه، لكن حين نقرأ آدابا يفترض أن تكون مثلا لذلك، لن نعثر على شيء يؤيد تلك الفرضية، وعندنا كتاب سودانيون مثلا، ترعرعوا خارج البلاد وربما ولدوا خارجا أصلا، ونجدهم يستلهمون كتاباتهم من جو البلاد لا غير.