قرارات شجاعة

جاء بيان دولة قطر الذي أدلت به سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر في الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجمعية العامة حول سوريا أمس ليضع أعلى سلطة في العالم أمام مسؤوليتها الرئيسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين، بعد استمرار عجز مجلس الامن الدولي لأكثر من خمس سنوات عن القيام بدوره في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف العنف وحماية المدنيين في سوريا. لقد تجاوز النظام السوري، صاحب السجل الاسود الحافل بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كل الحدود، مستخدما جميع أنواع الأسلحة ضد شعبه بما فيها الحصار والتجويع والتهجير، حيث لم يتورع حتى عن استخدام الصواريخ البالستية والأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة.لقد أظهرت السنوات الماضية العجز الواضح لمجلس الأمن ازاء القيام بمسؤوليته في حفظ السلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يستدعي أن تقوم الجمعية العامة للمنظمة الدولية بمعالجته، وإعادة النظر خصوصا في مسألة استخدام حق النقض "الفيتو" فيما يتعلق بجرائم الحرب والابادة الجماعية.إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبارها المحفل الأكبر والأكثر تمثيلاً لشعوب العالم، تبدو الآن أمام لحظة تاريخية فارقة، إذ أن خطورة ووحشية ما يجري في سوريا، يتطلب منها الاستعداد لاتخاذ قرارات شجاعة تتناسب مع التحديات والمخاطر الجمة الناجمة عن الأزمة السورية التي تواجه المجتمع الدولي.