13 سبتمبر 2025

تسجيل

الاحتراق النفسي

22 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعد موضوع الاحتراق النفسي من الموضوعات التي احتلت مساحة كبيرة في مجال التربية وعلم النفس، وفي مجالات المهن الإنسانية الأخرى. وتعود البدايات المبكرة لمصطلح الاحتراق النفسي، إلى العالم هربرت فرويدنبرجر وذلك من خلال دراساته عن الاستجابة للضغوط التي يتعرض لها المشتغلون بقطاع الخدمات، حيث عرّفه بأنه: "حالة من الاستنزاف الانفعالي، والاستنفاد البدني، بسبب ما يتعرض له الفرد من ضغوط، إضافة إلى عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات المهنة". وقد كان فرويدنبرجر أول من ذكر مصطلح الاحتراق النفسي، وأدخله إلى حيز الاستخدام، فأورد المعنى الوارد بالقاموس، ومعناه: أن الفرد يصاب بالضعف والوهن، أو يجهد ويرهق، ويصبح منهكاً، بسبب الإفراط في استخدام الطاقات والقوى. مما هو جدير بالذكر أن لإسهامات كريستينا ماسلاش Christina Maslach (اختصاصية علم النفس الاجتماعي بجامعة بيركلي) تأثير واضح في تطور دراسة الاحتراق النفسي، فقد أضافت الدراسات الأولى التي أجرتها مع آخرين بجامعة بركلي شهرة أكثر لهذا المصطلح، حيث وصفته بأنه مجموعة أعراض، يمكن أن تحدث لدى الأشخاص الذين يؤدون نوعاً من الأعمال التي تقتضي التعامل المباشر مع الناس، وتتمثل هذه الأعراض في: الإجهاد الانفعالي، تبلُّد المشاعر، ونقص الإنجاز الشخصي، وتوالت مجهوداتها بعد ذلك.. كما أضافت تعريفات أكثر وضوحاً، إضافة إلى شهرة الأداة التي أعدتها، والتي ستعتمد عليها الدراسات الحالية. وصفا للمصطلح وإضافة إليه.. ويعد المؤتمر الدولي الأول للاحتراق النفسي، الذي عقد بمدينة فيلادلفيا Philadelphia في نوفمبر 1981، البداية الحقيقية لتطور مصطلح الاحتراق النفسي، حيث شارك فيه الرواد الأوائل للاحتراق النفسي أمثال Freudenberger وMaslash وPines وPaines وCherniss.. ويحدث الاحتراق النفسي لدى العاملين في القطاع الخاص والحكومي، نتيجة للعديد من المشكلات التي ترتبط بشكل مباشر بعملهم، والتي يوجهونها خلال تعاملهم بعضهم مع البعض أو مع الجمهور، أضف إلى ذلك الظروف والأوضاع المعيشية التي يعيشونها، مثل عدم تقدير الموظف أو عدم كفاية الراتب، أو عدم وجود حوافز مادية أو معنوية، أو حتى تدخل الرؤساء في عملهم.ويظهر المحترق نفسياً عدداً من الأعراض كالإجهاد والإعياء واضطرابات في النوم، والإحباط، والنظرة السلبية نحو الحياة والمهنة على حد سواء، وعدم الاهتمام بالنفس، وعدم الميل نحو العمل، ومن ثم يصبح هذا الموظف ضعيفاً في قدرته على الاحتمال.وتشير الدراسات إلى أن أداء الموظفين الذين يعانون من الاحتراق النفسي، يكون دون المستوى، وأقل كفاءة من الآخرين. كما أشارت إلى وجود ثلاثة أعراض تظهر لدى الموظفين المحترقين نفسيا، وهي: الإنهاك أو الإعياء، والتشاؤم وتدني الكفاية الذاتية. ومن هنا جاءت الحاجة الى مراعاة الموظفين ذوي المهمات الصعبة، وصولاً إلى وضع لا يعانون فيه من الاحتراق النفسي، أو وجود ظواهر أو بوادر من شأنها حدوث حالة من الاحتراق النفسي، فيكون الإجراء وقائياً قبل أن يكون علاجياً.