20 سبتمبر 2025
تسجيلأذكر أننا منذ أن كنا صغاراً ونحن نرى الأب هو المسؤول عن العائلة، فالرجل يتزوج حين يصبح قادراً على تحمل أعباء البيت والزوجة والأسرة، وما أن تبدأ حياته في أسرته الصغيرة، حتى يستميت في عمله، ويحاول جاهداً أن يؤمن لعائلته الصغيرة حياة كريمة؛ دون الحاجة لأحد.. وإلا يعد نقصاً في رجولته حين لا يكون قادراً على تلبية احتياجات زوجته وبيته بالكامل. فهذه هي الصورة التي كبرنا عليها، وهي بالطبع الصورة الطبيعية والأصلية للأدوار في الحياة، فالله ـ عز وجل ـ قد أعطى الرجل القوامة، وجعلها له بالأفضلية وبالإنفاق، فقال تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم".ولكن الاختلافات السريعة التي حدثت في أنماط حياتنا الحديثة، والظروف التي غيرت الكثير من ملامح المجتمعات في الوقت الحالي، أوجدت لنا صوراً مشوشة من العوائل التي تحولت نساؤها إلى رجال والعكس، أو بمعنى آخر جعلت الأزواج يتبادلون الأدوار في البيت، وبالطبع أنا لا أعمم هنا على الجميع، فالصواب موجود والخطأ موجود، ولكنني أتحدث عن فئة ضلت الطريق الصحيح الذي رسمه الخالق ـ عز وجل ـ لهم، وتُبودلت الأدوار، فأصبحت المرأة هي المسؤولة عن تأمين المال، والاحتياجات المنزلية، وتسديد رواتب العاملين في المنزل، وربما توصيل الأبناء، وجميع تلك المسؤوليات التي لا تنتهي. بينما تجد الرجل يسهر حتى وقت متأخر، ويستيقظ متأخراً، لا يبالي حتى بالبحث عن عمل، فكل شيء مؤمَّن له، مادامت زوجته تنفق عليه، وعلى البيت!! أو قد يكون موظفاً أو صاحب عمل، ولكنه قد اعتاد على إلقاء تلك الأحمال على المرأة، سواء بإرادتها أو رغماً عنها.بالطبع نحن لا ننكر استحباب أن تساعد المرأة زوجها بما تستطيعه من جهد ومال؛ فالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا، ولا ننكر استحباب أن يساعد الرجل زوجته في المنزل والأطفال، فخير البشر رسولنا الكريم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان يساعد زوجاته في المنزل، وهو خير الأنام.. ولكن ليس أجمل من أن يقوم كل من الزوجين بأدواره التي وكله الله تعالى بها، مع مساعدة الطرف الآخر بإرادته، فهنا تصلح المعادلة، وتستقيم الحياة، ويسعد الجميع.