28 أكتوبر 2025

تسجيل

إدارة الأحداث الرياضية فن أم علم؟

22 سبتمبر 2020

تتسابق الدول لاستضافة الأحداث الرياضية لتحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية، ولكنها تتفاوت في تحقيق تلك المكاسب بناء على جودة الحدث من الناحية الميدانية البحتة، فهل ادارة هذه الأحداث فن أم علم؟. ربما أقول انها فن، كونها تتطلب توفر ملكات ومواهب ومهارات قيادية في شخصية مدير الحدث الرياضي، ولربما أقول أيضا إنها علم، كونها تدرس اكاديميا وتمنح فيه الشهادات العلمية، اذا لا يوجد ما يرجح أحد الاحتمالين دون الآخر، مما يدفعني للقول بأنها حصيلة مزج النظريتين، لذلك هي فن وعلم في آن واحد. يقول أحد خبراء الإدارة الرياضية: "من ينجح في تنظيم حدث رياضي، بإمكانه النجاح في تنظيم أي فعالية أخرى"، والسبب في ذلك يعود إلى أن إدارة الحدث الرياضي تحتاج إلى قيادة لديها كل مقومات إذابة جليد المعوقات لخلق بيئة جاذبة لأحد أكبر القطاعات في العالم، قطاع الرياضة، تشير الإحصاءات إلى أن قرابة نصف سكان الأرض (٣.٢ مليار نسمة) قاموا بمتابعة على الأقل دقيقة واحد من كأس العالم في روسيا ٢٠١٨. (CNBC, 2018). مثل هذه الأرقام المهيبة يضع على عاتق المنظمين لأي حدث رياضي ضخم مسؤولية كبيرة، باعتبار أن اسم وثقافة الدولة المنظمة سيدخلان إلى ٣ مليارات منزل حول الأرض وسيدفع المنظمين لصناعة حدث استثنائي غير تقليدي مستسقى من ثقافة البلد المستضيف وبسواعد ابنائه ليبقى في ذاكرة الجميع. فإدارة الاحداث الرياضية فن يحتاج قيادة مميزة لديها كل مقومات الابداع لخلق تصور للحدث القادم وصناعة الحدث، فلم يعد تنظيم الاحداث بالشكل التقليدي المعتاد ناجحا! بل يعتبر نسخا مكررة، والحديث عن اعلى معايير النجاح في خلق حدث استثنائي يبقى في ذاكرة الجميع مستسقى من ثقافة البلد المضيف وبسواعد ابنائه. فهذه الاحداث تمنح للمجتمعات لكي تديرها من قبل شعوبها للعالم وليس العكس، على سبيل المثال كأس العالم في روسيا أدارها الروس بامتياز للعالم ولم يدرها العالم للروس، ولا اظن ان هناك ما يستدعي ذكر ادلة على الابداع والابتكار في تلك النسخة من بطولة كأس العالم في روسيا ٢٠١٨، حيث كانت كل المعطيات شاهدا على انها كانت نسخة مختلفة بداية من استقبال الوفود حتى توديعهم. أما الجانب العلمي من إدارة الأحداث الرياضية فهناك العديد من الكتب في إدارة الأحداث والمعاهد والدورات التي تتعامل معه كعلم منهجي يتم تدريسه في القاعات الدراسية، واضعة القواعد والأسس لخلق حدث رياضي ناجح يفي بكل الوعود والمتطلبات، ويضع كل السيناريوهات المحتملة كخطط استباقية للتنظيم تعتمد على المرونة وتوفير خطط بديلة في حال اختلفت الظروف أثناء سير البطولة. بعد التخطيط يأتي دور التنظيم المحكم وتوزيع مهام البطولة على فريق عمل يتم اختياره بعناية بدءا بالإدارة العليا للحدث ومن ثم الإدارة المتوسطة ثم فرق العمل التي تفي باحتياج كل إدارة. ومن هنا أحب أن أنوه إلى نقطة محورية ومهمة جدا في إدارة الأحداث الرياضية وهي اختيار المدير التنفيذي المناسب الذي يتحلى بحس قيادي عال جدا، فليس كل مدير يمكن أن يكون قائدا ولكن كل قائد بالطبع هو مدير. ما جعلني أقول ذلك هو أن تنظيم الأحداث وتوزيع المهام يتطلبان وجود القائد المناسب لخلق بيئة رقابية ذات جودة عالية، لمتابعة سير الأمور بالشكل الصحيح، والتواجد على رأس المهمة كمراقب لكل تفاصيل الحدث من أعلى المنصة، والتدخل متى تطلب الأمر لحل بعض الجزئيات التي تتطلب التدخل. في الختام: نحن مقبلون على حدث رياضي ضخم كأس العالم ٢٠٢٢ كل التوقعات تشير إلى انها ستكون استثنائية ومشرفة لكل العرب، مثل هذا الحدث سيكون مرة واحدة في العمر، والادارة العليا للمشاريع والإرث حرصت على ان يشارك الجميع في هذه الحدث من خلال حملة التطوع الضخمة، كمواطن او مقيم في قطر أتمنى ألا تحرم نفسك فرصة المشاركة ولو بالتمثيل المشرف أثناء البطولة. دكتوراه في الإدارة الرياضية قسم التربية البدنية بجامعة قطر ‏[email protected]