23 سبتمبر 2025
تسجيل10 مبادئ تضمنتها كلمة صاحب السمو لتحقيق الاستقرار للعالم النظام الدولي بحاجة إلى إصلاحات تقضي على الإرهاب والفساد تفعيل الدبلوماسية الوقائية ضرورة لتحقيق الاستقرار ومنع النزاعات 40 هيئة أممية تدعمها قطر في سبيل أداء رسالتها الإنسانية والتنموية قطر شريك محوري لتحقيق أهداف الأمم المتحدة 2030 جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الاجتماع الرفيع المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، بمثابة خريطة طريق للمنظمة بعد مرور 75 عاما على تأسيسها من أجل ان تعود الروح الى تلك الهيئة البالغة الاهمية لاستقرار العالم وازدهاره. * الاجتماع الهام الذي يواكب الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، جاء تتويجا للجهود التي بذلت خلال الشهور الماضية لكي يخرج بإعلان صادر عن قادة العالم ويشكل وثيقة تاريخية تعكس إجماع المجتمع الدولي على بلورة موقف موحد حيال التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف السامية للأمم المتحدة في مجال السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان بوصفها الركائز الأساسية التي قامت عليها المنظمة الدولية. ومع مرور 75 عاما على تأسيس الامم المتحدة كان لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقفات في كلمته أمس، حيث مثل تأسيس الأمم المتحدة أملا عظيما للبشرية بعد ويلات الحرب العالمية الثانية واستخلاصا للنتائج منها، وبعد أن عانت من غياب تأطير عالمي للعلاقات بين الدول لا يقبل بالحروب وسيلة لتسوية النزاعات، ومبادئ متفقا عليها وملزمة تسمح بالتصدي الجماعي لعمليات الإبادة الجماعية. نقطة تحول لقد أنشئت الامم المتحدة عام 1945 من أجل تحقيق مقاصد أربعة هي: - حفظ السلام في جميع أنحاء العالم - تطوير علاقات ودية بين الأمم - مساعدة الأمم على العمل معا لتحسين حياة الفقراء، والتغلب على الجوع، والمرض، والأمية، ولتشجيع احترام حقوق الآخرين وحرياتهم - أن تكون مركزا لتنسيق الاجراءات التي تتخذها الأمم من أجل تحقيق هذه المقاصد. وتستطيع المنظمة، نظرا لطابعها الدولي الفريد والصلاحيات الممنوحة في ميثاق تأسيسها، أن تتخذ إجراءات بشأن نطاق واسع من القضايا، كما أنها توفر منتدى للدول الـ193 الأعضاء فيها لتعبر فيه عن آرائها من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من الأجهزة واللجان. * لكن، وبعد 75 عاما على تأسيس هذه المنظمة هل نجحت فعلا في تحقيق أهدافها ومقاصد قيامها على النحو الذي ترضى عنه دول العالم بأسرها؟ يصعب الاجابة بـ "نعم"، فالواقع يشهد غياب العدالة في معالجة الصراعات التي نشأت واستمرت لعقود نتيجة عدم استطاع هيئة الامم المتحدة الزام دول بعينها بقراراتها نتيجة نظام التصويت داخل مجلس الامن أحد اهم اجهزة الجمعية العامة للامم المتحدة. * أولى الوقفات التي تناولها خطاب صاحب السمو أن الأمم المتحدة قامت على افتراض وجود إنسانية تجمعنا، وفهم مشترك لحقوق الإنسان وكرامته، وبذلك شكلت نقطة تحول في العلاقات الدولية. وقطعت الأمم المتحدة شوطا كبيرا في تحقيق الأهداف التي اتفق عليها المجتمع الدولي، وتمكنت خلال العقود المنصرمة من تقديم العديد من المساهمات من أجل تقدم البشرية وإنقاذ الملايين من الأشخاص وجعل حياتهم أفضل، وذلك عبر مؤسساتها ومنظماتها المختلفة التي لم يعد ممكنا تصور عالمنا المعاصر من دونها. ولكنها ما زالت قاصرة عن إيجاد الآليات اللازمة لفرض مبادئها على أعضائها، وما زال حق القوة يتفوق على قوة الحق في مناطق مختلفة في العالم وفي مجالات مختلفة من حياتنا. ولطالما حذر صاحب السمو أمير البلاد المفدى من الخلل الذي تعاني منه المنظمة مناشدا ضرورة اصلاح نظامها الذي يفتقد للعدالة بسبب جعل حق النقض "الفيتو" بيد خمس دول قد يكون القرار المعني يدين احداها على نحو ما نشهد في الازمة السورية التي بلغت مدى يفتقر للانسانية لكن مجلس الامن ما زال عاجزا عن وقف هذه المأساة بسبب نظام التصويت على القرارات وهو نفس المشهد العبثي الذي يتكرر مع المعاناة التي يقاسيها الشعب الفلسطيني حيث يعجز المجتمع الدولي عن ادانة الاحتلال الاسرائيلي ووقف اعتداءاته على الفلسطينيين ونهب اراضيهم وثرواتهم وزحف مستوطناته على ما تبقى من ارض فلسطين. على أعتاب عشرية جديدة * ازاء هذه القضايا والهموم المستفحلة كانت الرسالة التالية لصاحب السمو الى الجمعية العامة للامم المتحدة في الاجتماع الرفيع المستوى وكما حذر سموه فنحن على أعتاب العشرية الثالثة من القرن الحالي، وعلى الرغم من هذه الجهود المقدرة إلا أن العالم ما زال يواجه تحديات مستجدة وغير مسبوقة في مختلف الجوانب، يعجز عن مواجهتها ويفتقر إلى الآليات التي تمكنه من مواجهتها، وفي مقدمتها استفحال بؤر التوتر الإقليمية والدولية وإشكاليات نزع السلاح وقضايا البيئة والتنمية المستدامة والإرهاب وغيرها من التحديات العالمية. وفي أكثر من مناسبة في هذا المحفل الدولي الهام دعا سمو الأمير الى معالجة جذرية للأزمات العالمية وليس بالحلول الامنية او المؤقتة خاصة ظاهرة الارهاب التي تتطلب علاجا لجذورها وتنمية المجتمعات التي تشكل بؤرا للارهاب والقيام بإصلاحات تقضي على الظلم والفساد والاستبداد. * حرص صاحب السمو أمير البلاد المفدى على توجيه رسالة أخرى خلال الاجتماع لتنتبه دول العالم الى ضرورة استغلال الفرصة الهامة التي يشكلها الاجتماع التاريخي لتجديد التزام المجتمع الدولي بنص وروح ميثاق الأمم المتحدة وأنه سيظل نبراسا للعمل الدولي، وأساسا لتعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهدافه السامية. تجديد روح ميثاق الامم المتحدة كما اكد سمو الأمير يستلزم إجراء تقييم ومراجعة جادة للعمل الدولي المتعدد الأطراف، وضرورة العمل الجاد على تجاوز المعوقات التي تعترض الجهود المشتركة، وتحقيق الإصلاح الشامل، ولا سيما مسألة تمثيل شعوب العالم في مجلس الأمن الدولي، وآليات تنفيذ قراراته، وتجنب ازدواجية المعايير في التنفيذ، ومراجعة النظام الداخلي الذي يعلق قضايا الأمن المشترك بموقف أي دولة من ضمن خمس دول كبرى. * في هذا السياق جاء تأكيد صاحب السمو على موقف دولة قطر الثابت من دعم مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وتجسيدها، والتشديد على عدة مبادئ من شأنها تحقيق الاستقرار ومن ذلك: - ضرورة تنفيذ الإعلان السياسي الذي تم اعتماده امس خلال الاجتماع - تعزيز التعددية والدبلوماسية الوقائية - احترام سيادة الدول والمساواة فيما بينها - التصدي الحازم لاستخدام القوة في العلاقات الدولية - إيجاد حلول للأزمات والنزاعات التي طال أمدها استنادا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية - احترام سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي - تفعيل دور المرأة والشباب في جميع المجالات - الاستخدام السليم والمشروع للتقدم العلمي - تنفيذ الإعلانات والتوافقات الدولية - تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. العالم أسرة واحدة وإذا كان كورونا منع قادة العالم من اللقاء المباشر في نيويورك فإن الكلمات التي يلقونها عن بعد تركز على مواجهة الفيروس. وفي هذا الاطار شدد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على أن من أخطر التحديات التي واجهت الأسرة الدولية منذ تأسيس الأمم المتحدة مسألة المواجهة الجماعية لخطر الأوبئة. ونبه سمو الأمير الى ان مواجهة وباء "كوفيد - 19" ينبغي ان تذكرنا بتداعياته السلبية الخطيرة على الأرواح والصحة العامة واقتصادات الدول، وأن شعوب الأرض ما هي إلا أسرة واحدة تواجه مصيرا مشتركا، وأنه لا مناص من التعاون والعمل المشترك للتصدي للتحديات العالمية. وجاءت كلمات سمو الأمير لتعكس مواقف عملية قدمتها قطر كنموذج للدولة المسؤولة ليس فقط في القيام بواجباتها لمواجهة مخاطر الوباء، بل في مساعدة الدول الموبوءة على مواجهة المخاطر المتفاقمة، حيث قدمت دولة قطر مساعدات لما يناهز ثلاثين دولة في شرق الكرة الارضية وغربها وشمالها وجنوبها من الصين شرقا الى الولايات المتحدة غربا ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب كي تتمكن هذه الدول من مواجهة الوباء. * ورغم ان الوباء منع حضور القادة في مقر الامم المتحدة الا ان حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفي الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيسها حرص على تأكيد التزام دولة قطر بالعمل مع الأمم المتحدة، ومواصلة تقديم الدعم لها وتعزيز الشراكة مع أجهزتها لتمكينها من مواجهة التحديات العالمية المشتركة وتحقيق الأهداف التي تنشدها. لقد حققت تلك الشراكة قفزة نوعية من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات التي تنظم إسهام دولة قطر عبر الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية في دعم مسيرة المنظمة الدولية، ووكالاتها وهيئاتها المتعددة، والتي تزيد على أربعين هيئة تتعاون معها دولة قطر في سبيل أداء رسالاتها الإنسانية والتنموية. * في الذكرى الخامسة والسبعين للأمم المتحدة يحق لنا ان نتذكر ونذكر العالم وبكل فخر فالشراكات بين دولة قطر وهيئات المنظمة بلغت نحو 10 شراكات، تشمل جميع مجالات الإغاثة والاهتمامات التي تعنى بها المنظمة الدولية ما بين دعم لوكالة الاونروا ودعم ملف اللاجئين ودعم المناخ ودعم منظمة الصحة العالمية ودعم اليونسكو ودعم مراكز التدريب للامم المتحدة ودعم العديد من الصناديق الاممية وغيرها من الشراكات التي لم تتوان دولة قطر عن إبرامها مع المنظمة الدولية لتحقق قفزة في الشراكة الإستراتيجية بينها وبين الأمم المتحدة، تستشرف بها عاماً جديداً من التعاون في 2021 - 2020 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث تعد قطر شريكاً محورياً في تحقيق هذه الأهداف.