07 نوفمبر 2025
تسجيلبدايةً، نقولُ لصقرِ العربِ، تميم المجدِ: إنَّ قلوبَ الكرامِ منازل للكرامِ، وإنَّ سموكَ كريمٌ أبيٌّ، ولكَ منازلُ في قلوبِ أبناءِ وبناتِ شعبك الكريمِ الحرِّ. وإننا نعتزُّ ونفخرُ بالتفافنا حولَ قامتك الشامخةِ، وتباهي قطرُ الحبيبةُ الدنيا بسموكم ابناً باراً بها، وقائداً لشعبها، ورمزاً لسيادتها وكرامتها وعزتها. فمنذُ ألقيتَ خطابك، وقلوبنا تكادُ تتصدعُ ولاءً واعتزازاً وحباً لسموكم، وتتناثرُ سعادتنا في أرجاءِ الكونِ لتنضمَّ إلى دعائنا للهِ تعالى بأنْ يحفظَ سموكم ذخراً لبلادكم وشعبكم وأمتيكم العربيةِ والإسلاميةِ.مرتْ ثلاثةُ أيامٍ على خطابِ صقرِ العربِ، سموِّ الأميرِ المفدى، ولم يزلِ (الأشقاءُ) محاصَرينَ داخل أسوارِ غدرهم ببلادنا، وإرهابهم لنا، ولم يزلْ إعلامهم الهابطُ يرددُ أكاذيبهم وادعاءاتهم مسنوداً بذبابهم الإلكترونيِّ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ ناشراً الكراهيةَ والأحقادَ. وبالطبعِ، فإننا لا نلومهم أبداً، إذ كانوا يعتقدونَ أنَّ الخطابَ سيكونُ إعلانَ خضوعٍ واستسلامٍ، لكنهم فوجئوا بالكرامةِ والعزةِ والثباتِ فيه، فاضطربوا بشدةٍ، واندفعوا إلى الأعماقِ المظلمةِ في مستنقعاتِ جاهليتهم مبتعدينَ عن نورِ الحقِّ الذي أحرقَ جباههم، وفضحَ مراهقتهم السياسيةَ وتخلفهم الحضاريَّ وعنترياتهم الفارغةَ.طوالَ ساعاتٍ، انتظرَ القطريونَ، والشرفاءُ العربُ والمسلمونَ، خطابَ سموِّ الأميرِ المفدى، وهم واثقون أنهم سيسمعونَ في كلماته نبضاتِ قلوبهم العامرةِ بشموخِ الإسلامِ، وعزةِ العروبةِ، وأخلاقِ الإنسانيةِ. ولم تخبْ آمالهم، فالصقرُ العربيُّ الذي أنجبتهُ قطرُ ليس ممن ينحنونَ إلا في ركوعهم وسجودهم للهِ تعالى، فتحدثَ عن الحصارِ كإرهابٍ دوليٍّ قامَ به غادرونَ قطعوا روابطَ الإسلامِ والنسبِ والجوارِ، وانتهكوا الحرماتِ. ثم انتقلَ إلى ما يملأُ قلبه وقلوبنا من التزامٍ راسخٍ بالسيادةِ المطلقةِ لبلادنا، والكرامةِ الوطنيةِ لشعبها، حين أكدَ على الحوارِ القائمِ على احترامِ السيادةِ ودون إملاءاتٍ لا تصلحُ في التعاملِ بينَ الدولِ، ولن يقبلَ بها أصغرُ طفلٍ في قطر الحبيبةِ. وهذه المعاني الساميةُ ليستْ موجودةً في معاجمِ المتآمرينَ، لأنهم لا يزالون يعيشونَ حالةً من الجاهليةِ الحضاريةِ كما يتبينُ من لجوئهم للتهديدِ، فمحاولتهم استثمارَ وجودِ خالد الهيل المطلوبِ في أحكامٍ جنائيةٍ ليقيموا مؤتمراً بائساً (للمعارضةِ) القطريةِ في لندن، وجهودهم المضحكةِ للحديثِ الإعلاميِّ عن أفرادٍ معارضينَ من الأسرةِ الحاكمةِ التي يعلمونَ أنها النواةُ الصلبةُ لجبهتنا الداخلية المتينةِ. وأخيراً، سعيهم لإثارةِ الحالةِ القبائليةِ التي رفضتها القبائلُ القطريةُ معلنةً أنَّ قطرَ هي قبيلتنا، وسموَّ الأميرِ هو قائدنا الذي يقفُ الجميعُ صفاً واحداً خلفَ قامته الشامخةِ.لم يكنْ سموُّ الأميرِ وحده على منصةِ الأممِ المتحدةِ، أثناءَ إلقاءِ خطابه التاريخيِّ، بل كانت معه أطيافُ النعمانِ بن المنذرِ، والمعتصمِ، وصلاح الدينِ، وعز الدين القسامِ. وأحاطتْ بقامته الشامخةِ قلوبُ أبناءِ شعبه، وقلوبُ الأغلبيةِ الصامتةِ من أبناءِ أمتينا العربيةِ والإسلاميةِ. فتحدثَ عن الجراحِ الغائراتِ في الجسدِ الإسلاميِّ، في بورما وفلسطينَ وسوريا واليمنِ والعراقِ وليبيا، موضحاً التزامنا بدعمِ شعوبها الشقيقةِ، ومواقفنا المبدئيةَ الداعمة لقضاياها انطلاقاً من الإسلامِ الحنيفِ، والعروبةِ، والأخلاقِ الإنسانيةِ. فأحرجَ بذلك (الأشقاءَ) السادرينَ في دعمِ المشاريعِ الصهيونيةِ، والمهرولينَ في ظلالِ راياتِ العداءِ للإسلامِ والمسلمينَ والعربِ، الذين فضحهم خطابُ موظفِ أبوظبي في مصرَ: عبد الفتاح السيسي، في انحيازهِ للكيانِ الصهيونيِّ، وتجريمه للأشقاءِ الفلسطينيينَ. هذا العبدُ الفتاح، كان يجبُ على علماءِ المملكةِ أنْ يطالبوا بإقامةِ حدِّ الحرابةِ عليه منذ قامَ بانقلابه، لكنهم لم ولن يفعلوا، فعقولهم محشوة بعلومِ الشريعةِ، إلا إنَّ نفوسهم خاويةٌ من الإيمانِ الصادقِ، واليقينِ بأنَّ من أعظمِ الجهادِ عند اللهِ كلمةَ عدلٍ عندَ سلطانٍ جائرٍ، لذلك ينشغلونَ بالإفتاءِ ضد بلادنا، قيادةً وشعباً، ويتباكونَ كذباً على فلسطينَ وهم يدعمونَ حصارَ شعبها واستباحته، ويصرخونَ بصوتٍ عالٍ نائحينَ على الروهينغيا بينما تنشغلُ صحفُ وإعلامُ دولِ الحصارِ بتجريمهم ووصمهم بالإرهابِ.