05 نوفمبر 2025

تسجيل

اليمن على مفترق طرق

22 سبتمبر 2014

ثمة بارقة امل راحت تلوح بالافق السياسي اليمني لكى يخرج اليمن الشقيق المثخن بجراحه من دائرة العنف الدامى التى وضعته على شفا حرب اهلية وشيكة؛ وادت الى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء؛ وغلق المدارس واكبراسواق العاصمة واصابة العاصمة بما يشبه الشلل التام خلال الايام الماضية.فلاشك ان توقيع جماعة "الحوثيين" مع باقي الاحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الامم المتحدة للسلام ؛ وبحضوررئيس الجمهورية عبدربه منصورهادى يشكل "طوق نجاة" لانقاذ اليمن من بين براثن شرور فتنة الحرب الاهلية ؛ التى كانت تدفع باتجاه اشعال نيرانها قوى اقليمية لا تريد لليمن خيرا.صحيح ان هذا الاتفاق جاء بعد ساعات من سيطرة الحوثيين على معظم المقارالعسكرية والسياسية في صنعاء؛ وانباء عن استقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه تنفيها الرئاسة اليمينة ؛ لكنه يمثل خطوة مهمة ومشجعة على طريق تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية وفق مخرجات مؤتمرالحوارالوطني. ومن ضمنها إعادة تشكيل اقاليم الدولة.ولعل ما يدعو الى التفاؤل بقرب خروج اليمن من محنته التى عطلت مسيرته التنموية ذلك الالتزام الوطنى الذى عكسه موقف وزيرالداخلية عبده حسين الترب من سيطرة "الحوثيين" على بعض المقارالعسكرية والمدنية والحيوية فى العاصمة؛ حيث امرالاجهزة الامنية بالتعاون وعدم مواجهة الحوثيين ، بحسب بيان نشرعلى موقع وزارة الدفاع اليمنية جاء فيه ان الوزير دعا "كافة منتسبي الوزارة الى عدم الاحتكاك مع "الحوثيين" أوالدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات".كما دعا العاملين في الوزارة الى "التعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبارالحوثيين اصدقاء للشرطة.اننا نتطلع الى أن تشهد الأيام القادمة تشكيل حكومة يمنية جديدة تشمل جميع المكونات السياسية وبتوافق الجميع..فضلا عن اتخاذ الاجراءات الاقتصادية اللازمة لعلاج قضية اسعارالوقود والمشتقات النفطية ؛ بما يضمن تعزيز وصمود هذا الاتفاق ؛ حتى يعبراليمن ازمته ويتفرغ لمسيرته التنموية ويبقى فاعلا وقويا فى محيطه العربى..خروج اليمن من هذا النفق المظلم والكابوس المرعب بحاجة ماسة الى تكاتف جميع اليمنيين والتفافهم حول هدف انقاذ الوطن من عثرته؛ بعيدا عن الطائفية المقيتة والمصالح الحزبية الضيقة.