11 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما يحدث وسيحدث في حياة الإنسان هو مؤقت ووقتي أو.. طارئ. «الحدث المؤقت» هو الحدث المُحدد بفترة زمنية معينة، لها بداية ونهاية معلومتان أو متوقعتان بدرجة كبيرة. مثلما يحدث عندما نبدأ الدراسة في الجامعة، نعرف بأننا سننتهي على الأغلب من الدراسة الجامعية خلال أربع سنوات.. وعندما نبدأ وظيفة ما، نعرف بأن فترة التدريب ستنتهي بعد ثلاثة أو ستة أشهر أو مثلما نأخذ المضاد الحيوي ونعرف بأننا سنصبح أحسن حالاً بعد سبعة أيام من المعاناة مع الالتهاب. و»الحدث الوقتي» هو الحدث المُلازم للإنسان طوال فترة حياته. هو الحدث الذي يكون مقتصرا على مدة زمنية معينة، لا نعرف بدايتها ولا نهايتها، حيث لا تتوافر هذه المعلومات إلا عند الله، والأمثلة على هذه الأحداث كثيرة مثل أن يبقى الإنسان محافظا على عمله أو أن يدوم زواجه إلى نهاية عمره أو أن يظل غنياً أو فقيراً أو آمنا في بيته أو أن يبقى مشهوراً أو محبوباً بين الناس أو أن يستمر مرضه معه إن كان مريضاً أو أن يبقى عاصياً أو تائباً لله. كل ما يحدث لنا هي أحداث وقتية.. لا نعرف متى ستبدأ وإلى متى ستستمر ومتى ستنتهي.. ولكننا نعرف بأنها ستنتهي في النهاية وأن الوحيد العارف لأجوبة هذه الأسئلة هو الله.. هو من يعرف متى ينتهي حالنا ومتى يبدأ. أما «الحدث الطارئ» هو الحادث المفاجئ وهو يرتبط بالحدث الوقتي. نستطيع أن نقول هو بداية أو نهاية الحدث الوقتي. هو الحدث الذي يفاجئنا في بيوتنا وفي أعمالنا وفي عائلاتنا وفي هواياتنا وفي أموالنا دون أن نعرف أن الحدث سيقع لنا أو متى سينتهي. ومثال على الحدث الطارئ هو كأن يفقد المرء وظيفته دون سابق إنذار أو أن يموت أحد الأبناء في حادث أو أن يربح أحدهم اليانصيب أو أن يشتهر أحدهم بسبب مقطع نشره على منصة TikTok بين يوم وليلة. حياة الانسان عبارة عن أحداث متتالية ومتتابعة. ليست من بينها حدث دائم.. الحدث الوحيد الدائم هو التغيير. الانسان يجري في حياته، متذمراً كثيراً وشاكراً قليلاً ويائساً وحاقداً وسعيداً ولاعناً في بعض الأحيان.. جاهلاً أو متناسياً بأن ما اختاره له الله هو الافضل دائماً. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو عُرضت الأقدار على الإنسان لاختار القدر الذي اختاره الله له». كل الاحداث الحاصلة في حياة الانسان هي أحداث خيرة ومناسبة له، ولكنه لا يعرف ذلك بعد.. قد يعرفه في حياته وقد يعرفه بعد موته!