10 سبتمبر 2025
تسجيلعندما نتدبّر الحياة، يمكننا أن نشبهها بقصة أو رواية تجري أحداثها على مسرحٍ كبير قد أُسند لكلٍ منا دوره فيها، والسيناريو المقدر له أن يعيشه ويقدمه ! نستطيع أن نرى أن لكلٍ منا فيها إيقاعا.. وسرعة، وعقدة أحداث خاصة به. كلٌ منا يمتلك نوتته التي تتماهى بتناغم لتصنع معزوفة الحياة..لكلٍ منا مكانه في لوحة الحياة الأكبر، ودوره في مسرحيتها..لكلٍ منا تجربته.. سرعته.. توقيته.. لكلٍ منا قصتّه ومعاركه وانتصاراته.. خطه الزمني، وتحدياته وأحداثه بل ومفاجآته التي تصوغ دوره في قصة الحياة.. فليست هناك قصّة صالحة للجميع، ولا توقيت يناسب جُلّ الأشخاص.. ليس هناك قطار يفوتْ، ولا محطّة يجب أن تُلحق، ولا قائمة لابد لها أن تُنجز من المهام والأعمال والأدوار.. ليس هناك ما تُحبط من أجله، ولا تحزن لضياعه ! فقد يُحبط أحدهم عندما يرى أقرانه قد سبقوه فيما يعده نجاحاً أو إنجازاً.. لأنه يجد أن تخلّف عن ركب الأغلبية فلم يكمل تعليمه أو يتوظف أو يتزوج أو ينجب.. ولكن غاب عنه أن الأقدار تختلف، وأحداث حياتنا غير متشابهة، وأن الأصل في حياتنا هو التنوع والاختلاف.. فليست هناك قائمة مطلوبة التنفيذ من الجميع.. ولا خط واحد يجب أن يسير عليه الأغلبية ! ليعود فتقرّ عينه ولا يحزن، فيعيش حياةً طيبة، سعيداً قد اطمأن قلبه أنه إنما يسير في دربه هو لا في دروب غيره، ويستقبل ما قُدّر له هو لا من نصيب غيره، والذي لن يموت إلا وهو مستوفٍ له بالكامل، وأن هناك مُسرّعات للأقدار، وعطايا وعوض من الرحمن قد تُفتح له أبوابها من حيث لا يحتسب !وأن الحياة لا تُقاس بالمقارنات، وليست مسطرة تناسب الجميع. هذا الإدراك يحرر المرء من المقارنات، وأطماع الدنيا، ويفتح أمامه أبواب الأقدار المخبأة التي لن يبصرها وهو في حال السخط أو الحزن،ويعي أن التنوّع في الحياة جميل، والاختلاف سمة لها، وأن الرضا والشكر للموجود يُباركه ويزيده ويجلب المفقود، وكلما تعلق قلب الإنسان بخالقه أكرمه ونعّمه وعوّضه، وسُرّعت له الأقدار وطويت له المسافات. • لحظة إدراك: هي حياتك أنت.. تناغم مع إيقاعك فيها، وقدّر اختياراتك منها، الجليلُ حقاً أن تكون مستمتعا بالرحلة، متلذذا بلحظاتك فيها، معتنيا بنقاء قلبك وصفاء سريرتك، مدركاً ما فيها من الحبّ، شاكراً ما فيها من النعم.. هذا فعلاً فعلاً.. ما يهمّ حقاً !