16 سبتمبر 2025
تسجيللفترات طويلة نعيش حياتنا بشكل روتيني، دون تغيير وقد لا نكون راضين عن أنفسنا ونفكر في التغيير ولكن لا تساعدنا الظروف أو يقف الكسل حاجزا بيننا وبين التغيير ونظل في سلبية قد تقصر أو تطول، وننتظر المعجزة التي تغير حياتنا لكنها لا تأتي فيتملكنا اليأس أكثر ونغرق في بحر السلبية ولا نكف عن ندب حظنا العاثر. ولكن! يجب أن نُدرك أن التغيير لن يأتي إلينا، بل علينا الذهاب إليه، وذلك لا يأتي إلا بالتمرد على أنفسنا وواقعنا واتخاذ القرار للتغيير وهو ليس بالأمر الهَيِّن إلا أنه بكثير من الإرادة والعزم والإصرار على التغيير سنتمكن من ذلك رغم الألم الذي سيعتصرنا ولحظات الضعف وربما التخاذل في مواصلة المضي في التغيير. فما الحالات التي يجب أن نتخذ فيها قرار التغيير؟، بالتأكيد إنها تختلف من شخص لآخر إلا أنها قد تتشابه عند الكثير، فمثلا: - زوجة تعاني الويلات في حياة زوجية باردة، لا تشعر بأنوثتها وتفتقر لأمومتها، ولا يُسمع لها رأي وليس لها قدر، لا تجد من يشاركها صباحها ولا من يناجيها ليلها، تحرق مخدتها بدموعها وتتجرع المرّ أيامها، وتقف حائرة في طريقها لا تجد من يأخذ بيدها، فعليها التمرد على واقعها واتخاذ القرار بالتغيير إما اعتدلت الحياة وإلا اختارت طريقا جديدا لترى النور وتجد السعادة. -تحمّل وظيفة لا تشبع طموحاتنا ولا تزيد من عطائنا ولا تحقق لنا الرضى الذاتي ولا تتفق وجهات نظرنا مع سياسة الإدارة، بل إنك ترى الفساد والأخطاء أمام عينك ولا تجد من يسمعك، فالأفضل أن تتمرد على هذا الوضع وتبحث عن التغيير في مكان آخر يتفق ومهَنيتك العالية. - شخص هَجَر الصلاة فساءت أخلاقه، وتَعَسّرت حياته فانغمس في شهواته وصادق الشيطان فاختلط نهاره بليله لا هدف له ولا نور في دربه، فالقرار ليس صعباً، يحتاج إلى تمرد على أصدقاء السوء وعلى هوى النفس والبحث عن القِبلة والاستسلام ليد الله واللجوء لما يُقرّب له بالأعمال والعبادات مع الإيمان بأن الحياة ستكون أفضل وسيعرف التوفيق طريقه. - أنثى أعتقدت أنها وجدت الأمان ورسمت أحلامها على الغيوم وقدمت قلبها مغلفاً بورود حمراء ونقشت اسمه بدمائها، وأغمضت عينيها إلا عنه وتنفست هواه وتوقفت حياتها عند بابه في الوقت الذي كان ينسج قصص الحب المخادعة مع غيرها ويتقاسم لحظات الهوى مع الأخريات ولا يعرف الإخلاص قلبه ولا تكفيه امرأة واحدة، فالقرار الذي يجب أن تتخذه هو التمرد على قلبها ونفض وهم الحب والوقوف في وجه الخيانة ولفظ الذكريات والتحرر من عذاب الانتظار وحفظ الكرامة عن الهوان بوقف الخداع ووضع نقطة النهاية. - أحدهم ترك والدته في دار المسنين وهَجَرَ زيارتها ونسي ما فعلته له وكيف سهرت الليالي من أجله وبخلت على نفسها لترضيه وتحقق أحلامه وعندما أصبح لديه عائلته الصغيرة قرر أن يخرجها منها ويحرمها من أحفادها، القرار الصواب الذي يجب أن يتخذه هو تغيير الوضع وإرجاع والدته للبيت وكسب رضاها لتعتدل حياته فرضاها من رضى الله. - صديق غير مخلص، عاملته بكل لطف وإخلاص وشاركته تفاصيل حياتك وتوقعت أن يكون السند والعون لك، ولكنك تكتشف نذالته بعد سقوط أقنعته وتلوم نفسك لأنك كنت واضحاً نقياً معه في حين أنه كان يتلون ويسعى لتدمير حياتك، غيّر نفسك حالاً واقطع علاقتك به ولا تكلف نفسك حتى عناء العتاب! - أمور كثيرة نكتشفها في شخصياتنا وحياتنا بحاجة إلى تغيير وهذا التغيير لا يحتاج إلا لقرار قوي يصحبه الرغبة الحقيقية في تصحيح الأخطاء أو قد لا يكون خطأ لكنه لا يحقق لنا الرضا وعليه يجب أن نتمرد ونغير خاصة إذا ما اكتشفنا أن تلك التصرفات التي نقوم بها ونعتقد أنها صواب قد تخسرنا المقربين منا أو ندفع من نحبهم بالابتعاد عنا!!! - ارفع شعار التغيير وغيّر للأفضل قبل أن تخسر نفسك من أجل الآخرين. [email protected] @amalabdulmalik