12 سبتمبر 2025
تسجيلعانت البشرية كثيرا حتى وصلت العام 2017، تغييرات جذرية حصلت في كل مكان، لكن وحدها الولايات المتحدة الأمريكية ظلت متماسكة، ويحكمها ترامب! استيقظ ترامب من نومه فزعا، حلم بعشرات من الكائنات الغامضة تهاجم أمريكا، تنانين تنفث النار، قرود ذات رأسين، ثيران تنفجر بلا سبب، وطبعا جحافل طائرة من الدواعش، بعض الداعشيين كان لديهم ذنب في مؤخراتهم. جاءت مفسرة الأحلام الآنسة "جين" تتهادى، وهي تمضغ اللبان، تكاد ترقص في مشيتها، تتغنج، مما جعل ترامب يردد في سره: اللهم أكثر من كوابيسي لتحلها لي جين الجميلة. قالت له بصوت هامس: ماذا رأيت يا طفلي؟! أجاب: كنت أسير في واشنطن وأنا ألتهم سندوتش كلب ساخن Hot Dog وفجأة بدأ الهجوم من جيش الكائنات الغريبة.. وبدأ يشرح لها كل تفاصيل الكابوس، ويطيل في السرد، ويعيد نفس المشهد مرة واثنتين وخمسة، حتى يضمن وجودها إلى جانبه أطول فترة، في النهاية هزت رأسها عدة مرات، ثم جلست على أقرب مقعد وهي تبدو منبهرة، عهد أمريكا الذهبي سوف يبدأ، هكذا قالت في أعماقها. استعجلها بطلب تفسير الكابوس، فقالت: كل نبوءات الكتاب المقدس تؤكد انتصار أمريكا، وهذا الحلم يؤكد ذلك فخامة الرئيس. - حقا؟! - بشرط واحد! - ماهو؟! - البوكيمون! أصاب ترامب الذهول، وأخذ يحدق ببلاهة في وجه جين، وندم لأنه تعلق بجمالها، فيبدو أنه كلما زاد معيار الجمال زاد معه الجنون المرافق، وطبقا لذلك، غالبا أنا مجنون خطر، لكن لا تخبروا أحدا! المهم، أمسك الرجل أعصابه وهو يقول: "تقولين ماذا ياروح أمك؟".. هنا ارتعدت جين.. وتألقت عيناها ببريق أحمر وأخذت ترتجف وتلهث، ثم جثت على ركبتيها وبدأت تنبح وتقول: البوكيمون على المريخ، البوكيمون على المريخ!! .. دمر.. اسحق.. اسحل.. اقتل!. ثم بدأت تهذي بكثير من الهراء وتنوح بصوت عال وبدأت تضرب صدرها وهي تقول: يالهويييي، وارتفع صوتها لدرجة أنها جذبت كل رجال الأمن، الذين تكفلوا بإخراجها وإعادتها لمنزلها، بعد أن طالبهم ترامب بحسن معاملتها. صباح اليوم التالي تلقى الجنرال عناتورا حاكم كوكب المريخ اتصالا من ترامب، فطار طيرانا، حقيقة لا مجازا، لالتقاط الهاتف وهو يقول: فخامة الرئيس ترامب.. مرحبا بك.. قاطعه ترامب غاضبا: سلم البوكيمون لقوات الأمم المتحدة.. الآن.. ودون كثير كلام! سقط عناتورا على ركبتيه وقال: ماذا.. من هو كيمون هذا ولماذا تريد أباه؟ هدر ترامب بصوت غاضب: أنت واحد قليل أدب!! .. لا تسخر مني!! ، هناك بوكيمون في قصرك الرئاسي وهناك فريق عسكري من المخابرات قد وصلوا المريخ فعليا لالتقاطه، أدخلهم القصر وتحديدا مخدعك الرئاسي.. بكى عناتورا وهو يقول: قصري رمز سيادتي لا تحطم صورتي أمام شعبي يا مولاي!!. التقط نفسه ثم قال: ما رأيك لو أتيت فخامتك لالتقاط البوكيمون الشرير بهاتفك الآيفون.. وسأساعدك بنفسي.. قل لي أليس عرضا رائعا؟! احمرت عينا ترامب، فقد أدرك الخدعة، يريد عناتورا أن يختطفه ولكنه الأذكى في كل الأحوال، سيدمر كامل كوكب المريخ بمن فيه وما عليه من كائنات، ليحمي كوكب الأرض من الشر المطبق عليه. فهو يدرك يقينا أن البوكيمون المريخي هو من يحرك خيوط داعش، ويقال بأنه كان على علاقة قديمة بالموريسكيين، فهذا البوكيمون معمر، وربما ينتقل عبر الزمن، كما أنه مسؤول أيضا عن كل الحروب العبثية في القرن العشرين، وهو مسؤول عن جريمة نيس واعتداء ميونيخ ومجزرة الملهى الليلي. لذلك لن تقر له عين حتى يقبض على البوكيمون وأيضا يدمر كوكب المريخ وحاكمه الذي يؤويه، ولا بأس طبعا من الحصول على ثروات المريخ كنوع من التعويض لدولته، التي ستضحي بالغالي والنفيس لأجل حماية هذا العالم. قال عناتورا برجاء: سيدي راجع معلوماتك ربما هناك خطأ ما؟ أنا واثق أن كوكبي لايؤوي البوكيمون.. صدقني؟! هدر ترامب بغضب: أصدقك أنت وأكذب تطبيق بوكيمون جو.. أي أحمق أنت؟! هنا قام رجال الرئيس بقطع الاتصال، فقد انتهى وقت الكلام، وبدأ وقت الجد، بعد 4 دقائق من الاتصال مع عناتورا حاكم المريخ، بدأت قوات ترامب تقصف كوكب المريخ، ثم بدأ الإنزال الجوي والتطهير، واجتمعت الأمم المتحدة لتصدر فتوى تبيح بموجبها هذا الغزو الذي دعمته بريطانيا وفرنسا، وبعد بحث استغرق عامين لم يتم العثور على أي بوكيمون طيب أو شرير. لكن في جميع الأحوال انتشرت الحرية على كوكب المريخ، فأصبح الجميع أحرارا في أن يقتلوا بعضهم البعض، وأصبح الجميع أحرارا في أن يصنف كل منهم الآخر، طائفيا وعرقيا، فهذا ينتمي لطائفة العطارديين، وهذا ينتمي للزحليين، أما ذاك فينتمي لعرق بلوتو، وكل جماعة باتت حرة لتكوين ميليشيا لضرب الآخر، فلتحيا الحرية، ما كان أحوجنا لها.