14 سبتمبر 2025
تسجيلرسالة إلى الجمعيات الخيرية الحمد لله الذي جعل دولة قطر من البلدان السباقة بفعل الخير، وهذا إن دل فإنما يدل على أنه بلد يحوي قلوبا مسلمة رحيمة من أهل البلد وحكامه، ممثلا بمؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الله يرحمه بواسع رحمته، وكل من حكم هذه البلاد التي من الله عليها بخير من عنده وهذه تجارة مع الله لن تبور وتطورت في حكم الشيخ تميم حفظه الله وباتساع وازدياد ملفت من المتبرعين بزيادة الخير الذي عم كل من سكن هذه الأرض الطيبة. وأصبحت جمعية قطر الخيرية من أوائل الجمعيات وبعدها تم فتح الجمعيات الخيرية الأخرى، وفتحت أبوابها للمتبرعين والمتصدقين ومن ذلك استقبال الزكوات والصدقات بأنواعها وانتشر المحصلون في كل مكان وفي المجمعات التجارية ومعهم صناديق التحصيل الخاصة بهم وليس هذا فقط بل الإذاعة والتلفزيون لهما الدور الكبير في نشر الوعي بين المواطنين وحثهم على التبرعات أو الصدقات أو أداء الزكاة، وبالفعل تجاوب أهل الخير بحل المشاكل المادية لكل من طرح قضيته عبر الوسائل المشار إليها وتعاطف أهل الخير وتسابقوا لفعل الخير وحل معضلات الناس قبل أن ينتهي البرنامج. وهذا العمل ندعو من الله القبول لكل من أسهم وشارك والدال على الخير كفاعله. ولكن لفت انتباه كثير من المشاهدين في الآونة الأخيرة ظاهرة لم تعد غريبة مع تكرار مشاهدتها وهي الرحلات المنظمة لأقصى الكرة الأرضية، لإيصال المساعدات ولكن برفقة مجموعات تكبر أو تصغر وكل مجموعة بها ممثلون ومخرجون علاوة على مصورين ومعدين وسائقين وسيارات فارهة وملابس موحدة من أغلى الماركات.. ومن المؤكد يتبعها تذاكر من الدرجة الأولى وغيرها واستقبال من وإلى المطار وسكن ومصروفات ومواصلات للمجموعة وإقامة الولائم في فنادق خمس نجوم ومصروف جيب ووو. وأصبح جلب بعض الشخصيات المعروفة كدعاية لابد منها وما يستلزم ذلك من مصاريف ليقوم هؤلاء بتفريغ أنفسهم لإبراز هذا البرنامج أمام الجمهور. وهكذا تفريغ بعض الموظفين من وظائفهم للسفر... إلخ. أتساءل هل كل هذه المصروفات من حساباتهم الخاصة أم من الجمعيات.. وهل هي من ميزانية الجمعية الخاصة واستثماراتها وأوقافها إن توفرت أم من أموال المتبرعين؟! ولو أن البعض دفع من حسابه الخاص لينال الأجر كم من المبالغ يمكن توفيرها بدلا من إنفاقها بهذه الطريقة! وما ضرورة هذه المواكب الإعلامية لدى توصيل ماكينة خياطة أو إعطاء مبلغ لقيمة بقرة! أو زيارة لتفقد ما تم دفعه للمشروع للعام الفائت من المعونات! كي لا أطيل عليكم، ألا توجد طريقة لإيصال المبالغ من دون هذه المصاريف؟! أليس من الأفضل صرف هذه المبالغ التي تدفع للبرامج وسفر وووو، للمحتاجين والمتعففين والغارمين في بلد الأم أو الخليج أو عتق رقبة أو تزويج أيتام في دول الخليج وألا يكون ذلك أكثر نفعا وأجرا? ولا يخفى عليكم ومن المؤكد أنها مبالغ كبيرة وتكفي لسد حاجة آلاف المحتاجين. نضع هذه الملاحظات أمام الجمعيات الخيرية، ونأمل أن نسمع منهم ردهم عليها لتطمئن قلوب متابعيهم والمتواصلين معهم