16 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما نُقدم عليه يكون؛ تلبية لجملة من الأسباب التي تُحركنا وفي العديد من المواقف، التي لا نُخطط لها، ولكننا نخضع لها بحسب ما تفرضه الظروف، التي تخضع ومن ثم لكل ما نراه مناسباً بحسب الاعتقادات والقناعات التي تسكن الأعماق، وتحتاج لفسحة حقيقية؛ كي تعرض وتستعرض ما تتحلى به، ويمكن بأن يُدير حياتنا وفي مرحلة من المراحل، وبمعنى آخر فإن كل ما نقوم به هو ما نسعى إلى تقديمه ولن يُنسب لسوانا بتاتاً؛ لذا يجدر بنا التفكير به ملياً قبل أن يكون، خاصة وكما ذكرت آنفاً أن الصورة النهائية ستُنسب إلينا، وستلاحقنا لفترة طويلة من الزمن حتى نسلك مساراً مختلفاً لا يرتبط بأي شكلٍ من الأشكال بما سبق لنا وأن أقدمنا عليه. إن ما يجدر بنا الوقوف عليه هو أن ما نُقدم عليه ويكون منا؛ ليخرج لابد وأن يعود إلينا من جديد حتى وإن كان ذلك بعد حين، وعليه فإنه من الواجب علينا أن نفكر وبشكل جدي بكل ما نود القيام به وعلى قدر ما ستسمح لنا الظروف به، وهو ما يجدر بأن يكون في كل لحظة وحين، وفي كل مكان نتواجد فيه، وحين يتعلق الأمر بهذا الواجب الأخير، فيجدر بنا التفكير بصورتنا التي تعلق بالذاكرة ولا يمكن لأي شيء بأن يمسحها منها سواه الزمن، الذي يتكفل بإحداث التغيير المناسب في الوقت المناسب. أحبتي: حديثنا الذي يجمعنا من حوله في هذا اليوم عن الصورة التي ومن الممكن بأن تعلق بالذاكرة إما بشكلٍ دائم أو مؤقت يمكن بأن نُحسنها قبل فوات الأوان، والحق أن الأمر وإن كان مرتبطاً بالشكل المؤقت فإنه ودون شك سيكون الأهون، ولكن وحين يتعلق بالشكل الدائم فلاشك بأنه سيكون صعباً للغاية، خاصة حين يكون الحديث عن صورتك أمام من لا يدرك عنك إلا القليل، وستأتي صورتك التي تجمع بين أخلاقياتك، تصرفاتك، وسلوكياتك في قالب واحد سيُعبر عنك وإن لم يكن ليُخبر بالحقيقة التي تُمثلك فعلاً، فأنت وحين تسافر وتنتقل لمكان آخر سيحتويك لفترة من الزمن ستعيش كما أنت، وستُظهر ما أنت عليه دون أن تُحاسب ذاتك بحسب ما تفرضه عليك الطبيعة البشرية، التي تقوم على أساس أنك أنت ما أنت عليه، ولكن ما سيخرج منك؛ ليُحصده الآخر مكوناً صورة شاملة عنك هو ما سيعلق بالذاكرة؛ ليُدرك عنك في مراحل لاحقة، وحقيقة ما يحدث أن البعض يسعى إلى تشويه صورته من باب الجهل، الذي يسمح له بالإقدام على جملة من التصرفات التي لا تليق به بتاتاً، ولكنه وبسبب جهله يُقدم عليها؛ ليُحاكم بها فيغدو مذنباً وإن لم يكن كذلك فعلاً، ولكن وبحكم أن الحكم قد صدر فإن فرصة تعديل الصورة ستصبح ضئيلة بل أنها قد تنكمش حتى تُبذل الجهود الجادة التي ستحرص على تصحيح الخطأ؛ كي تسير الأمور على خير ما يرام فيما بعد. وماذا بعد؟ ظهرت في الآونة الأخيرة جملة من التصرفات الخاصة بجملة من الأفراد الذين وللأسف لا يلتفتون إلى أن تصرفاتهم كمرآة تُعبر عن هوياتهم، فكل ما يعنيهم هو الاستمتاع وبشكل خاطئ لن يسمح لهم بالامتداد حتى وإن تمادوا بفعل ما اعتادوا على فعله؛ لأنه سيصل لمرحلة سينقلب فيها كل شيء ضدهم، وهو ما يمكن بأن يكون إن وُجد ما يردعهم؛ كي يحافظوا على الصورة العامة ومن قبلها الخاصة التي وإن تأثرت فإن تعديلها سيتطلب المزيد من الجهد، والكثير من الصبر كما سبق لي وأن ذكرت وضمن رحلة لابد وأن تنطلق من هنا ومن خلال الزاوية الثالثة، التي تسعى إلى التعرف على الكيفية التي ومن الممكن بأن تساعد بعملية نقل صورنا وبشكل أجمل للآخرين وفي أي مكان نكون فيه، ويسرنا بأن نبدأ من هنا. من همسات الزاوية لا عيب في أن تكون كما تحب، ولكن العيب حين يتمادى حبك لكل ما تفعله فيتجاوز حدود المعقول والمقبول؛ لتعلن بذلك تهورك، الذي ستسلم له؛ لتفعل كل ما يحلو لك كما يحلو لك ودون أن تهتم لسواك (سواك)، فتكون بذلك كمن ظلم نفسه بعد أن نكر حقيقة أساسية وهي أن الحياة ليست لك وحدك، ولكنها لك ولمن يشغلها معك، وحتى تدرك هذه الحقيقة كما يجب، نسأل الله التوفيق لنا جميعاً.