11 سبتمبر 2025
تسجيللقد افترض علماء النفس والاجتماع، أن مرضى الفوبيا الاجتماعية، يصبون كل تركيزهم على الإعداد الداخلي لذاتهم، ويبحثون دوما عن المخاطر التي توجد بالبيئة المحيطة، والتي تهدد تلك الصورة، وهذه المخاطر تتمثل في إصدار إشارات بعدم الاستحسان أو الرفض من المحيطين بهم. ويقترح العلماء أن الإصابة بالفوبيا الاجتماعية، قد تتطور عن نشاط العوامل الوراثية ذات الصلة، عند تعرض الشخص لأحد المثيرات البيئية المعينة، لثبوت الدور الذي تلعبه الظروف البيئية الأسرية في تطور الفوبيا الاجتماعية، ووجود صلة وثيقة بين اضطرابات القلق عند الآباء وطريقة تربية الأطفال، ما يؤدي إلى إصابة الأطفال بالفوبيا الاجتماعية. ويمكن تفسير إصابة مريض الفوبيا الاجتماعية بمرض نفسي آخر أو أكثر، على أساس العوامل الأسرية، لوجود عوامل وراثية تتحكم في مدى قابلية الشخص للتعرض للفوبيا الاجتماعية، كما أن تلك القابلية لاضطرابات الفوبيا، تتداخل مع العوامل الوراثية، التي تتحكم في اضطرابات النهم أو الهلع الشديد، كما أكد العلماء أيضا على أن الخجل والسلوك الرادع بشكل خاص يعدان من أهم العوامل الخطيرة المؤدية إلى الإصابة بالفوبيا الاجتماعية، فالسلوك الرادع من أكثر العوامل التمهيدية للفوبيا الاجتماعية، والسلوك الرادع يمثل الميل الدائم للحذر، أو التحفظ والصمت في المواقف الجديدة أو غير المألوفة. مثل رؤية ميل الطفل الذي يعاني من هذه الحالة، إلى التشبث بوالديه عند رؤيته أشخاصا بالغين، أو أطفالا غير مألوفين له، أو عند رؤيته مشهدا لم يعهده من قبل، وفي أثناء نمو ذلك الطفل يلاحظ أنه يبدي بعض التحفظ أو التردد قبل الابتسام أو الاقتراب، أو قبل بدء محادثة مع أشخاص جُدد بالغين، أو حتى مساوين له في العمر، وعن الأطفال الأكبر سنا فهم يبدون التحفظ بالمواقف الاجتماعية التي تتطلب وقاية أنفسهم والحفاظ عليها، ومن المحتمل أن يظل أولئك الأطفال ممن يعانون من السلوك الرادع بصورة حادة، متحفظين ومقيدين في كل تصرفاتهم خلال طفولتهم، والأصعب من ذلك أنهم قد يظلون يعانون منها حتى عند بلوغهم. كما أن الآباء الذين يبذلون قصارى جهدهم، للسيطرة على تصرفات وقرارات أطفالهم وكافة شؤونهم، يمكن أن يؤدي إلى إصابتهم بالسيكوباتية، كما استنتج الباحثون أن الآباء الذين يتعاملون مع أولادهم بالعطف والود، يخلقون دوما أجواء طيبة مليئة بالأمن والتواصل، ما يعود بالنتائج الإيجابية على الأطفال، لتشمل الثقة بالنفس والقدرة على إقامة علاقات مع أقرانهم، وعلى العكس فقد ظهر أن الأطفال الذين يعانون من رفض آبائهم لهم، أو التدخل في شؤونهم وحياتهم أو تجاهلهم، قد يتولد لديهم الشعور بعدم الأمان، والذي يأتي بنتائج سلبية عليهم، إضافة إلى أن الآباء الذين يبدون اهتماما زائدا بآراء الآخرين حول أبنائهم، ويخجلون من حياتهم ومن أدائهم الضعيف، دوما ما تتطور عند أطفالهم الإصابة بالفوبيا الاجتماعية.