11 سبتمبر 2025

تسجيل

«البطالة والجريمة» وجهان لعملة واحدة

05 أغسطس 2023

لقد شكلت البطالة معضلة كبرى لمعظم المجتمعات، والبطالة ظاهرة اقتصادية ظهرت مع ظهور الصناعة، حيث لم يكن للبطالة معنى واضح بالمجتمعات الريفية، وقد عرفت منظمة العمل الدولية (ILO) الفرد العاطل بأنه كل شخص قادر على العمل ويرغب فيه ويبحث عنه، دون جدوى، وبالآونة الأخيرة ظهر أن البطالة على علاقة وثيقة بالأزمات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية، والتي أفرزت عنها الجريمة بتعدد أنواعها. والملاحظ أن معدل البطالة يكون مرتفعاً بين فئة الشباب ممن تقل أعمارهم عن (40) عاما، وعندما يصبح أولئك الشباب عاطلين عن العمل فترة كبيرة، فإنهم يفقدون الأمل في الحصول على عمل، ومن ثم ينخرطون بالأنشطة الإجرامية، ومشكلة البطالة متعددة الأبعاد، فهي تضعف عامل ولاء الشخص لوطنه، ويمكن أن تدفعه لحمل عقائد ومفاهيم هدامة تضر النسيج الاجتماعي للمجتمع كله، والبطالة عامل قوي يدفع الشخص للانحراف وارتكاب الجرائم باختلاف أنواعها، كجرائم الإرهاب أو الاتجار بالمخدرات أو تعاطيها، أملاً في الحصول على عوائد مادية كبيرة في وقت قصير، كما أنها تعمل على اجتثاث أواصر المحبة في العلاقات الأسرية والقرابية، وتؤدي لعزوف الشاب عن الزواج، عند ذلك يصبح الشاب بيئة خصبة لمروجي الفكر الإجرامي. وهناك دلائل وحالات سابقة، أشارت إلى أن الشاب الذي يعاني من البطالة والاكتئاب، لديه كره وبغض شديدان للحياة، ويرى أن الحياة عبء عليه، لذا يفكر بالشر دوما، ما يسهل على مروجي الفكر المتطرف عملهم، إذ يقوم الخبراء في الجماعات المتطرفة، باستغلال ذلك النوع سريعاً قبل إفاقته من غفوته المحاصرة له، ويمدونه بنصائح ظاهرها الخير وباطنها فيه الشر الكبير، ويقدمون له المأوى والمال الذي يريده، كي لا تصبح لديه أدنى رؤية للنظر حوله.