28 أكتوبر 2025
تسجيلهل هدأت المخاوف والهواجس أما في طريقها إلى التصعيد؟ هل نجحت المعادلة وخرجت الولايات المتحدة والغرب من بؤرة الصراع مع نظام الثيوقراطي في طهران بعد الاتفاق النووي وتركوا المنطقة بصراعاتها وحروبها وأزماتها المتفاقمة تواجه مصيرها لوحدها! وهل سيقوم النظام الإيراني بين ليلة وضحاها بالإطاحة بكل ما عمل من اجله، ويرفع الراية البيضاء، ويرسل الورود و حمائم السلام لدول المنطقة؟! مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال بعد توقيع الاتفاق بعد ساعات معدودات انه (لن يغيّر سياسة بلادنا في مواجهة الإدارة الأميركية المتغطرسة، ولا دعمنا أصدقاءنا في المنطقة وشعوبها في فلسطين واليمن وسورية والعراق والبحرين)، فهل ستكون المرحلة القادمة، بعد رفع العقوبات وعودة الأموال المجمدة التي تقدر بالبلايين من الدولارات وشراء الأسلحة والمعدات الثقيلة وتصديرها من قبل طهران لحلفائها في مناطق النزاع مقابل تسلح الدول الخليجية والعربية وإسرائيل وتركيا، تدشين لخارطة جديد لتقسيم المنطقة بين جميع هذه الأطراف وبحدود جديدة ما بعد "سايكس- بيكو" ؟! تعددت التحاليل وتضاربت وتناقضت، هل انحني الغرب للإرادة الإيرانية، أم أن الملالي قبلوا الصفقة لا إنقاذ نظام الجمهورية الإسلامية، هل سيعزز الاتفاق موقع طهران ودورها الإقليمي ويحولها إلى شرطي جديد للخليج، ويحافظ على مناطق نفوذها وقراراها في أربعة عواصم عربية، أويؤدي إلى تراجع دورها وتمددها، وينتصر تيار الاعتدال فيها على الأصولي الراديكالي وتقوم ثورة تحول النظام الأيدلوجي الطائفي إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تؤمن بالسلم والتعايش والتسامح والقبول في الداخل والخارج. الواقع يشير أن إدارة اوباما ولامجاد شخصية، وبعد عقود من العداء والقطيعة مع النظام الإيراني، تجنبت كل القضايا وتجاوزت كل الملفات المفتوحة والصراعات والحروب الدموية الإقليمية، ودعم الأنظمة الاستبدادية والميلشيات المسلحة وانتهاكات حقوق الإنسان، لكي تصل إلى توقيع اتفاق هزيل يؤجل إعلان إيران دولة نووية إلى عدة سنوات قادمة. هل هناك ضوء في نهاية النفق المظلم المعتم الذي لا يكاد المرء أن يرى كفيه؟ وهل من الممكن التعويل على المعجزات في عصر انتهائها؟ أن نصحوا على اليوم التالي.. يوم مغاير، يشكل فرصة تاريخية كتلك التي لا تكررها كتب التاريخ، واقرب إلى قصص الخيال من الواقع، و تكون نهاية القصة "سعيدة"، في التعويل على التعقل والحكمة، و فتح صفحة جديدة بين طهران وجيرانها لوقف نزيف الحروب الطائفية و المذهبية المدمرة التي استثمرت فيها خلال أكثر من 30 سنة ولازالت؟!