16 سبتمبر 2025

تسجيل

المركز الشبابي ورمضان يجمعنا

22 يوليو 2014

بتعاون جميل ولده التمازج الأجمل، الذي جمع ثقافات مختلفة المعالم لم تتفق إلا على الحب الناجم عن الأخوة الإنسانية، التي انصهرت معها كل الخلافات الممكن وقوعها بين البشر، كما يفرضه الواقع بين الحين والآخر، وبتلاحمٍ غَيرَ ملامح تلك اللوحة متعددة الألوان وقدمها بلون واحد جذب بسحره الخلاب كل من مال إليها تلك اللوحة، التي قدمت لنا رحلة بحرية على ظهر (سنبوك) طل من خلاله رمضان وما يحمله في جوفه من خيرات جمعت ولم تفرق، خاض جمهور مسرح قطر الوطني مساء يوم أمس رحلة مسرحية رائعة، قدمت أعلى مقاييس الجودة لفرجة رشيقة وممشوقة القوام، سارت وسط بيئة غلب عليها الطابع البحري، الذي تميز بإيقاعاته البحرية، والأهازيج التي عادت بالجمهور إلى زمن جميل بفضل تلك الكوكبة اللامعة التي اعتلت خشبة المسرح، وتميزت بحُسن الأداء، وقوة الحضور، وكل ما أسهم بخلق كيمياء (التوافق) اللازم، لكسب ثقة الجمهور، الذي أدرك كل ذلك حين لامس نضج التجربة، التي بدأ التحضير لها منذ مدة كافية أسهمت بصقل الطاقات الشابة المُحبة للمسرح على يد مخرج العمل الفنان (علي الشرشني)، وقدمت الكثير خلال مدة لم تأخذ من العمر سوى ساعة وبضع دقائق، كانت قادرة على ترك ذاك الانطباع الجيد في النفوس، بعد أن أثرت فيها بفضل تلك الرسالة التي بثتها مع العمل وكشفت معها عن تلك التفاصيل الحياتية الجميلة التي نعيشها في هذا الشهر الفضيل، ورغم الاختلافات التي تغلبها، إلا أنها تظل محتفظة بذات الجوهر، الذي ندركه جميعنا، وكل ما نحتاج إليه بين الحين والآخر هو تقديم الأعمال التي تحافظ عليه، كما كان مع هذا العمل، الذي قدم العديد من الرسائل التي جاء منها ما قد كان مكشوف الرأس على السطور، وما قد كان مخفياً بينها، ولكنه ما يمكن التوصل إليه بسهولة متى كان كامل التركيز والانتباه، وهو تماماً ما قد كان من الجمهور، الذي أدرك قيمة حضوره من خلال إدراك قيمة ما قد قدمه له العمل (مشكوراً) في انتظار مقابل يمكن أن نعتمده في حياتنا مدى الحياة، كأسلوب نستند إليه في كل المراحل، التي لا تكون في رمضان فقط، بل في كل الأيام التي يجدر بنا خوضها ونحن أكثر توجهاً للعطاء، تماماً كما يكون منا في الشهر الفضيل. وماذا بعد؟ إن التعاون الذي قدمه العمل على ظهر (السنبوك)، الذي أخذ الجمهور معه في رحلة رائعة وبكل ما تعنيه الكلمة، لم يكن سوى ترجمة صادقة وموفقة للتعاون الحقيقي الذي جمع كل من وقف خلف كواليس (رمضان يجمعنا) منذ اللحظة الأولى التي تقرر فيها خوض تفاصيل العمل بتنفيذه على أرض الواقع، والذي يُعد باكورة إنتاج المركز الشبابي للفنون المسرحية بعد انضمامه لمظلة وزارة الشباب والرياضة، محتفظاً بذات الإدارة المتمثلة بالفنان محمد البلم، الذي قطع شوطاً هائلاً وحافلاً بالكثير من الإنجازات التي تُحسب للمركز الشبابي للفنون المسرحية بشكل خاص، وللحركة المسرحية بشكل عام، وهو كل ما سينصب، وفي نهاية المطاف، في قالب سيخدم المسرح القطري، وهو الأهم. أيها الأحبة: إن الجميل في الأمر كله ومنه، والحديث عن كل جميل أحرص على الخروج به لكم من كل مقال يكون مني، هو أن هذا العمل قد حقق أهداف المركز دفعة واحدة، وذلك حين جمع أول عمل له تحت مظلة الوزارة الجديدة، بإنجاز يُطالب به فصل الصيف، ويُنادي به هذا الشهر الفضيل، الذي يُعد مناسبة تضم العديد من المناسبات الإنسانية الجميلة، التي تم دمجها بعمل واحد خرجنا به وهو (رمضان يجمعنا)، جمعنا بالفعل من حوله، لندرك معنى العطاء، وقيمته، ونفكر معاً بضرورة إزاحة العقبات والعراقيل التي تقف لنا بالمرصاد، وتمنعنا من التمازج، الذي يقدم لنا فرصة ذهبية تسمح لنا بالعيش وسط مجتمع إنساني نكون فيه كجسد واحد بأعضاء سليمة، كل عضو منها يخدم الآخر، حتى لنبلغ من خلال ذلك التكاتف أعلى المراتب، التي وإن بلغناها فسندرك معنى الرقي على خير وجه لن يُعرض هذا النسيج الاجتماعي إلى مصيبة يمكن أن تخترقه. زبدة القول لقد قدم لنا هذا العمل الذي حضرته شخصياً بين صفوف الجمهور متعة عالية الجودة، أذهلتني بفضل الجو الرمضاني الذي غلب على العمل، وخُتم بروح وطنية مُحبة لهذه الأرض الطيبة التي تنادي وبشدة بالأخوة الإنسانية، التي لا تستند إلى التمييز ولكن (التميز)، الذي يكون من الوطن ويطلبه منا وفي المقابل، كي نقابل به العالم الخارجي، الذي يدرك من فيه روعة ما نملكه، غير أنه يحتاج إلى من يمثله ويعبر عنه بشكل أكثر من جيد لابد وأن يكون، وهي المهمة التي تقع على عاتق كل واحد منا، وقدمه هذا العمل المتواضع بحرفية تامة تُحسب له كما سيُحسب لكل من سيتقدم بأي عمل رائع تفوح منه رائحة العطاء كل ما قد تقدم به من أجله ومن أجل الوطن. وأخيراً: إن هذا العمل الذي قُدم لجمهور جمع بين صفوفه (الأطفال) على يد طاقات شابة منتسبة إلى المركز الشبابي للفنون المسرحية الرافد الحقيقي لها، ليس بعمل يقوم على ظهر مناسبة شعبية في رمضان، ألا وهي (القرنقعوة) كما يعتقد البعض، ولكنه العمل الذي يوجه رسائل قيمة يجدر بنا الأخذ بها كل الوقت وكما ذكرت سلفاً، وهو الميل الذي يميل إليه قلمي، الذي يبحث عن الأفضل دوماً، وكان وأن وفره لنا هذا العمل الذي ترفع له كلماتي (قبعتها) لجميل ما قد كان منه، وللجميل الذي سيكون، إن شاء الله، وحتى يكون لنا المُراد، فليوفق الله الجميع.