15 نوفمبر 2025

تسجيل

مَجزرةُ غَـزَّةَ وإعلامُنا الرياضيُّ العربيُّ

22 يوليو 2014

للرياضةِ دورٌ عظيمٌ في بناءِ الأممِ، وتكوينِ وَعيها بذاتِها. ورغم ذلك، نلاحظُ أنَّنا لا نستخدمُ صحافتَها وإعلامَها، كما ينبغي لنُصْـرَةِ أشقائِنا في غزَّةَ هاشم الذين يَتَـعَـرَّضونَ لـمذبحةٍ مُـرَوِّعةٍ تحتَ أنظارِ عالَـمٍ جَمَعَتُـهُ الـمباراةُ النهائيةُ لـمونيالِ البرازيلَ، ولم نستطعْ، حتى اللحظة، أنْ نُخاطبَـهُ ونَلْـفِـتَ أنظارَهُ لدماءِ وأشلاءِ أهلِنا فيها.هناك دماءٌ تُسْـفَكُ، وحياةُ شعبٍ تُنْهى بنيرانِ الصهاينةِ، ولا يخجلُ بعضُ أبناءِ جِلدَتِـنا مِنَ الـمُناداةِ بوجوبِ استمرارِ العدوانِ حتى القضاءَ على الـمقاومةِ الفلسطينيةِ. بل إنَّ بعضَ الذين خَلَـتْ نفوسُهُم منَ الإيمانِ والكرامةِ يساوون بين الجلَّادِ الـمجرمِ والشعبِ الـمذبوحِ، ويسبُّونَـ الفلسطينيينَ، و يقيئونَ وطنيتَهم العنصريةَ عليهِمْ في وسائلِ الإعلامِ جَهاراً.كرياضيين، وإعلاميينَ وكُتَّابَ عربٍ، نحنُ مُطالَبونَ بأنْ يكونَ حضورُنا الـمناصِرُ لغزَّةَ وأهلِـنا فيها مُتَـمَـيِّـزاً، فالرياضةُ ليستْ أنشطةً بَدَنيةً ومنافساتٍ، وإنما هي روحٌ تسودُ الشعوبَ بقِـيَـمِها ومبادئها التي تقومُ على النَّزاهةِ والعدالةِ والحقِّ والإنسانيةِ. وهي، أيضاً، وسيلةُ التأثيرِ الـمباشرِ الأولى لِلَفْتِ الأنظارِ نحو قضايا الأممِ والشعوبِ.كم كانَ رائعاً إدراكُ منتخبِنا العربيِّ الجزائريِّ لأهميةِ الرياضةِ في دَعْـمِ أهلِنا في غزةَ، فرفعوا علمَ فلسطينَ إلى جوارِ علمِ الجزائرِ الحبيبةِ في موكِبِ استقبالِهِم إثْـرَ عودتِـهِم بعدما أثلجوا صدورَ أبناءِ أمَّـتِـنا بأدائِهِـم البطوليِّ في مونديالِ البرازيل. و كم كانَ الوعيُ الرياضيُّ بالحَدَثِ السياسيِّ واضحاً عندما أخذَ جمهورُ الـمنتخبِ الجزائريِّ يُرَدِّدُ أهازيجَ عن فلسطينَ وشهدائِها، مما لفتَ أنظارَ الصحافةِ العالـميةِ، فاحتدمَ النقاشُ على مواقعِها الإلكترونية حول غزَّةَ والعدوانِ عليها.نحنُ مُطالَبُونَ، مِنْ مُنْطَـلَقِ إنتمائِنا الإسلاميِّ، واعتزازِنا بعُروبتِنا، وحِرْصِنا على إنسانيَّتِنا، بأنْ نتحدَّثَ عن الجريمةِ الصهيونيةِ، ونُؤكِّدَ أنَّ شعوبَنا مسانِـدَةٌ لشقيقِها الفلسطينيِّ في غزَّةَ. وأنْ نستخدمَ منابرَنا الإعلاميةَ للتأثيرِ في الـمنظَّماتِ الدَّوليةِ الرياضيةِ ليكونَ دورُها الإعلاميُّ فاعلاً في تَبَـنِّي موقفٍ مُعادٍ ومُناهضٍ للعدوانِ الهَمَجيِّ.من جانبٍ آخرَ، نقفُ، رياضيينَ وإعلاميينَ وكُتَّابَ قطريينَ، مع الجهودِ التي يبذلُها سموُّ الأميرِ الـمُفدى على الـمستوى الدَّوليِّ لوَقْفِ العدوانِ، والانتصارِ لأهلِنا في غزَّةَ، ونُباركُ تلك الجهودَ الخَيِّرَةَ الـمَبدئيةَ، ونقولُ للآخرينَ، الضِّخامَ حجماً، الصِّغارَ نفوساً، إنَّ مواقفَ الأوطانِ هي التي تصنعُ أحجامَها، و قد اعْتَدْنا، في بلادِنا الحبيبةِ، أنْ تكونَ مواقفُها بمستوى عِظَـمِ نفوسِ أهلِـها وقيادتِهِم الحكيمةِ.كلمةٌ أخيرةٌ : أوجِّهها لـمَنْ يلومونَ الفلسطينيينَ لتبريرِ خذلانِهِم لهم، فأقولُ مردِّداً ما قالَـهُ شاعرُنا الكبيرُ، نزار قَبَّاني : يا مَـــــنْ يُعاتِبُ مَـذْبُـوحاً عَلى دَمِـــــهِ وَ نَـــزٍفِ شِـرْيانِــهِ، ما أسْـــهَلَ العَتَـبا مَــــنْ جَـرَّبَ الكَـيَّ لا يَنْسَى مَـواجِـعَـهُ وَ مَنٍ رَأى السُّمَّ لا يَشْقَى كَـمَنْ شَـرِبا