29 أكتوبر 2025

تسجيل

صوت المواطن

22 يونيو 2021

نشرت الصُحف المحلية خبراً طال انتظارُه من آبائنا وإخوتنا من المُتقاعدين، وذلك بعد اجتماع معالي رئيس مجلس الوزراء مع الأخوة رؤساء تحرير الصحف، ومفاد هذا الاجتماع بصدور توجيهات من سمو الأمير برفع السقف المالي للراتب التقاعدي بوضع حد أدنى له، وإضافة علاوة بدل السكن إلى المخصصات التقاعدية، بالإضافة إلى إجراءات أُخرى مُرتقبة تصب جميعها في مصلحة المُتقاعد. بارك الله في سمو الأمير حفظه الله على هذه المبادرة واستشعاره بما يعانيه قطاع عريض من المُتقاعدين من متطلبات الحياة، والتوجيه من سموه الكريم لخلق حياة كريمة وعادلة للمتقاعد، وذلك تقديراً لما بذله أبناء الوطن من المُتقاعدين محلياً وخارجياً في النهوض بهذا الوطن ونقش إنجازاتهم في خدمة الوطن والمساهمة في توفير الحياة الكريمة للأجيال المتعاقبة من بعدهم. ونرى بهذه القرارات والتوجيهات أن صوت المواطن هو صوتٌ مسموع لدى القيادة الرشيدة بل قُبلَ هذا الصوت بفعل كريم. إن من حق المواطن التوجه مباشرةً بِمخاطبة القيادة العُليا، وذلك عندما تُستنفد كل السُبل في السعي لحصول صاحب الطلب على حقوقه، التي كفلها له القانون، وذلك عند فقدانها أو تأخر الحصول عليها بسبب بعض الإجراءات الإدارية المطولة في بعض الجهات أو تقاعس جهات في إعطاء الحقوق التي كفلها القانون للموظف أو المواطن بشكل عام، فقد نص الدستور القطري على أحقية المواطن في مخاطبة القيادة الرشيدة. فلا يحق لأي شخص أو جهة أن تُلقي باللوم على صاحب الصوت أو أن تمنعه من التواصل مع القيادة وبأي شكلٍ من الأشكال، خاصة إن كان هذا الصوت قد استنفد كُل السُبل والتوجه بصوت يحمل العقلانية والالتزام بآداب الحوار وحفظ للمكانة الاجتماعية والمهنية للشخصية التي يُخاطبها ودون الإساءة إلى أي شخص أو التطاول عليه. إننا وبفضل من الله نتحلى في دولة قطر بمتسع كبير في سقف الحرية للتواصل مع مسؤولي الدولة عن طريق الصحف المحلية، وهيّ أحد تلك الأبواب المفتوحة عند رغبة المواطن في الاتجاه لها لعرض ما يُريد نشره فيها وبما فيه مصلحة الوطن والمواطن. كما أن هناك من أبواب التواصل العصرية مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لوضوح تأثيرها المحلي والعالمي وهو باب فيه مُتسع من الحرية ونخص به الالتزام بآداب الحوار وآداب الطلب والنقد البناء ودون الإشهار أو الإساءة لشخصيات عامة أو خاصة. عمت قبل فترة ما أجواء مُحبطة للموظفين عامة وللمُتقاعدين خاصة في عدم وصول أصواتهم أو هكذا ظنوا، ولكن اليوم نحن نشهد فرحاً وسروراً وتغيُراً في تلك النظرة وتحولها إلى النظرة الإيجابية، وأصبحت الغالبية ترى أن صوت الحق يصل فعلاً، وإن الأفعال تُأخذ من القيادة الرشيدة، وأن تلك القيادة قريبة من الشعب أكثر مما كان يتصور أصحاب المطالب، وإن الصوت يُقدر ويُحترم في أجواء دولة ذات قيادة شابة تدعو ويدعو دستورها إلى حق المواطن في إبداء رأيه لبناء هذا الوطن. أخيراً جزى الله سمو الأمير خيراً ووفقه لخير البلاد والعباد، ولنتأمل خيراً في الأيام القادمة، فصوتنا يصل وقيادتنا الرشيدة تستمع. bosuodaa@