23 سبتمبر 2025
تسجيلعكست الكلمة التي تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بإلقائها في الجلسة الافتتاحية لـمنتدى قطر الاقتصادي المقام بالتعاون مع بلومبيرغ، تشخيصاً دقيقاً وعميقاً للواقع ورؤية استشرافية طموحة وواقعية للمستقبل، مستقبل ينسجم مع تطلعات العالم الذي التأم أكثر من 100 شخصية نافذة من قادته وصناع قراره في هذه القمة لبحث الآفاق الجديدة للغد، وبناء مستقبـل أفضـل لكافـة الشعوب. تنعقد هذه القمة ولا نزال كما قال حضرة صاحب السمو، في خضم المواجهة مع جائحة كوفيد - 19، التي شكلت تحدياً خطيراً وغير مسبوق للإنسانية جمعاء على كافة الأصعدة، بما في ذلك المجال الاقتصادي، حيث دارت نقاشات لا حد لها حول المفاضلة الوهمية بين صحة الناس وصحة الاقتصاد، وطغت الضبابية على توقعات المؤسسات الدولية بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي، خصوصاً أن العالم لم ينتقل حتى الآن إلى مرحلة ما بعد الجائحة في ظل موجات العدوى المتجددة وتحوّرات الفيروس التي أكدت حالة عدم اليقين، ومع ذلك فإن الآفاق مبشرة والتطلعات مطمئنة، حيث تشهد أسعار الطاقة صعوداً متواصلاً كسر خلاله خام برنت حاجز 73 دولاراً للبرميل كما أشار صندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصاد العالمي سيحقق نمواً قدره 6 % عام 2021 و4.4 % عام 2022. إلا أن هذه المؤشرات بحاجة لقوة دفع إيجابية، تستدعي من الجميع التعاون لتضييق الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، خاصة في الحصول على اللقاح ومـواجهـة تـداعيـات الـوبـاء، والاستفادة من نموذج العمل البناء الذي أسدته دولة قطر للعالم من خلال تقديم المساعدات اللازمة لأكثر من ثمانين دولة ومنظمة دولية، وتعهدنا بتقديم الدعم لمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين والعديد من المنظمات والبرامج الدولية الأخرى على غرار برنامج كوفاكس، الذي يهدف إلى وصول اللقاح بشكل عادل ومتكافئ إلى أكثر من 92 دولة محتاجة للمسـاعـدات الإنمائيـة الرسميـة بنهايـة العـام الحـالـي. وكنتيجة طبيعية للتعاون الدولي المطلوب يبقى تأكيد حضرة صاحب السمو في خطابه المهم على أن التوصل إلى لقاحات لمواجهة فيروس كوفيد - 19، يعد جهداً إنسانياً محموداً، ودعوة سموه لقادة دول العالم وخصوصاً الدول الصناعية الكبرى، إلى مزيد من التعاون في إطار النظام الدولي وتقاسم المسؤوليات والعمل معاً من أجل التوزيع العادل والشامل للقاح بما يؤسس لبناء نظام اجتماعي واقتصادي عالمي متكامل، الشرط الوحيد لتجاوز هذه الجائحة والتغلب على آثارها الكارثية.