18 سبتمبر 2025

تسجيل

إنه واقع غير موجود

22 يونيو 2020

هناك من البشر والشخصيات لا يحتاجون لمن يُلمع صورهم، فيكفيهم ما تركوه من بصمات وسيّر عطرة طيبة يتحدث بها الناس وأفعالهم الخيّرة التي عُرف بها القاصي والداني وكان لها الأثر العظيم في النفوس، فمثل هؤلاء من الدُّر النفيس يتركون لهم أثراً كبيراً في نفوس محبيهم، وكلما أتى ذكرهم دعوا لهم بخير الدعاء وإن كانوا أمواتاً ترحموا عليهم وسألوا الله جلال جلاله أن يتغمدهم بواسع رحمته وبفسيح جناته، وأما الصنف الثاني من البشر فليس لهم بصمات يُعرفون بها إلا بسوء السيَّر وتجمعت فيهم كل الخصال السيئة التي عرفتها البشرية، وعندما يُذكرون يدعو عليهم الناس بأن يُعجل الله بزوالهم ويكون ذلك عاجلاً غير آجل وإن كانوا أمواتاً سألوا الله لهم سوء المنقلب وأن يذيقهم سوء العذاب الأليم ويطعمهم من نفس الكأس التي أذاقوا الناس منها، ومثل هؤلاء تتعجب عندما يصفهم بعض المنافقين والمطبلين وممن باعوا آخرتهم بدنياهم ومن بعض عبدة الدرهم والدولار ومن بطانة السوء التي تحثهم على ذلك! فهم من أكبر الفئات المنافقة فلقد فاقوا عبدالله بن سلول في نفاقهم فهم رسموا للطغاة واقعاً جميلاً وهو في حقيقة الأمر سيء، وكم هو مؤلم عندما تسمع ممن يصفهم من المأجورين من شعراء وإعلاميين وغيرهم بأوصاف ليست فيهم والواقع يكذبهم، بينما لا يستطيع أحد أن يُغطي أشعة الشمس بغربال فيصفهم بأوصاف مثلاً فيها بعض من أوصاف محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بأخلاقه وحلمه وعطفه وعدله وبحرصه على الأمة! أو أن يقول له عدل كعدل عمر بن عبدالعزيز الذي لم يوجد فقير في عصره ممن يستحق الزكاة حتى المخلوقات الضعيفة كالطيور لم يستثنها من عدله، أو أنه مثلاً نابغة عصره بعلمه الغزير أو أنه مناضل فذ كعمر المختار الذي دفع حياته ثمناً لحرية بلاده وشعبه ونضاله للمحتل الفريد أو أنه بطل مغوار لا يشق له غبار كخالد بن الوليد بدهائه العسكري وبطولته وهو الذي لم يُهزم لا قبل الإسلام ولا بعده! أو أنه إحدى عجائب الدنيا لا يقل عجباً عن سور الصين العظيم أو أن الغيب الذي لا يعلم به إلا الله ينكشف له ويراه أو أنه خامس الخفاء الراشدين!. وآخر الكلام بطانة السوء في كل زمان ومكان لا تبني مستقبلاً ولا تُعمر وطناً ولا تصدق في قول أو فعل وما وصلت أحوال الأمة إلى هذه المرحلة المتردية على مختلف المستويات والمجالات إلا من رسمهم واقعاً لهم غير موجود أصلاً. [email protected]