14 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤشر العبودية!

22 يونيو 2016

قد نجد تحفظات، وتساؤلات، واستفسارات، في تقارير المؤشر العالمي للعبودية؛ مؤسسة السير بحرية (Walk Free Foundation)، ولكنها ـ بالتأكيد ـ جديرة بالملاحظة، والدراسة، والمناقشة. تقرير المنظمة غير الربحية الأخير، يشير ـ على الرغم من أن جميع دول العالم، باستثناء كوريا الشمالية، تجرم العبودية بكل أنواعها ـ إلى أننا نجد أن ما يقارب نحو 46 مليون شخص في العالم، يخضعون لنوع من أنواع العبودية المعاصرة في عصرنا، وهناك خمس دول آسيوية؛ هي: الصين، والهند، وباكستان، وبنغلادش، وأوزباكستان، تحتضن 58 في المائة من العدد الكلي لضحايا العبودية العصرية في العالم. والمشاكل التي تغذي العبودية زادت بسبب الفساد، والصراعات، والفقر والتمييز، وضعف وتدني الأوضاع الاقتصادية والتغير البيئي الضار. المنهج الذي يعتمده التقرير؛ يقوم على مقاييس مجتمعية لثلاثة عوامل؛ منها: تقدير انتشار الرق الحديث بالنسبة إلى إجمالي السكان، ومقياس زواج الأطفال، ومقياس الاتجار بالبشر داخل وخارج البلد، كما أنه يتم تحديد العوامل ذات الصلة بمخاطر العبودية، مع توفير مقياس موحّد لهذه العوامل، يسمح بالموازنة بين بلد وآخر. ومن وسائل العبودية؛ إيواء أو تسلم أشخاص عن طريق التهديد، أو استخدام القوة، أو غيرها من أشكال القسر، أو الاختطاف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو إساءة استخدام السلطة، أو استغلال موقف ضعف، أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية، أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر، وذلك بقصد استغلال ذلك الشخص، بهدف البغاء، والاستغلال الجنسي، والعبودية، أو الممارسات المماثلة، بالإضافة إلى تلك المخفية داخل المنازل والمجتمعات المحلية وأماكن العمل، إذ ينضوي تحت العبودية كل سوء استعمال للسلطة.على صعيد الدول العربية؛ احتلت موريتانيا أعلى نسبة ممن يعانون أحد أشكال العبودية، أما أعلى رقم للذين يعانون من العبودية، فقد كان في السودان، تبعه العراق، ثم اليمن، وسوريا، وليبيا، ومجموعة من الدول الخليجية. تكمن المعضلة في العالم العربي في تطبيق وتنفيذ القوانين، وليس صياغتها المَرْضية، حيث تظل حبراً على ورق، والممارسات الخاطئة التي يتم التبليغ عنها أو رصدها، لا يتم اتخاذ إجراءات صارمة وجدية لردعها، أو منعها أو محاولة تكرارها، لذلك تستمر ممارسات العبودية، على الذين ولدتهم أمهاتهم أحرار!