16 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة لا يمكن أن تقوم لأجل فرد دون غيره، فهي بحاجة لأن تمتد منه؛ لتصل إلى نقطة أخرى تحتضن شريكه والعكس، وهو ما نحتاجه دوماً؛ كي ندرك معانيها جيداً، ونخوض تفاصيلها المشتركة بكثير من الراحة، التي تستمد قوتها من تماسكها تلك العلاقة، التي تربط بيننا؛ لينبعث الود وتمضي الأمور نحو الخير كله، حتى وإن شهد ذلك ما يعكر فلكه الواسع، فهو ما يجدر بنا التمسك به؛ كي نعيش حياة سعيدة خالية من المشاكل وإن كان ذلك بشيء نسبي، حيث ان التوقف عند مشكلة واحدة لا يعني توقف الحياة، بل ضرورة متابعتها نحو محطات جديدة، (نعم) قد يتضاعف حجم المشاكل بوجود شريك يعاني من بعض العيوب، ولكن لا يجدر لذلك أن يكون نقطة التوقف الأخيرة ومحطة الوصول، مما يعني أن الوجود مع شريك يعاني من بعض العيوب ليس بعيب يُقلل من قيمة الحياة المشتركة، ولكن العيب هو بتقبل تلك العيوب، دون المحاولة وبكل جهد من أجل إصلاحها وتحسينها؛ كي تتحول للأفضل، وتصبح الأمور على خير ما يرام مع محاولات عديدة لا يجدر بها أن تنقطع أنفاسها منذ البداية، فالأمر يستحق منا بذل الكثير من الجهد قبل أن نُعلن الاستسلام، ونقبل بالخسارة، التي لن تتوقف عند حدها ولكنها ستستمر حتى يمل الصبر نفسه، وكي نحافظ على وضعنا قبل الوصول إلى هذه المرحلة فلابد وأن نهتم أكثر، ونلقي بالاً لكل ما يحدث معنا، فيكون الصدق المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الحياة المشتركة، فكما نعلم أن (الصدق منجاة)، ومع العلاقة المشتركة فهي واجبة؛ كي تتم المعالجة السليمة التي سترد للحياة عافيتها قبل أن تمرض وتهلك وتموت. إن حديثنا اليوم سيكون عن الشريك الفاسد الذي يفسد بأنانيته الحياة التي تربطه بشريكه الآخر، فتصبح كجثة ميتة تفوح منها رائحة العفونة، ما لم تتم المعالجة كما ذكرت سلفاً، والمعالجة التي نتحدث عنها لن تكون بوصفة نحصل عليها من الطبيب؛ لنصرفها من الصيدليات، ولكنها تلك التي نبتكرها نحن، وبما يتوافق مع طبيعة العلاقة التي تربطنا ببعضنا البعض، حيث ان لكل فرد قدرته على التعرف بنقاط قوة علاقته بغيره، ونقاط الضعف التي يمكن أن تبتر تلك العلاقة، مما يعني أن الحل يكون منا، وما يأتي بعد ذلك هو كل مقترح مدروس يمكن أن يفيد فقط إن سمحنا بذلك وفتحنا باب الموافقة من أمامه دون أن نعترض أبداً، فالإصلاح مهمة صعبة جداً لا يمكن القيام بها ما لم تُدرك الحاجة إليها من المقام الأول، فهو ما يجدر أن يكون، وما يجدر بك فعله حين تدرك أن علاقتك بشريكك بحاجة ماسة إلى المعالجة؛ كي تعيش، وبما أن أهم أهداف الزاوية الثالثة يكون بتوفير كل ما يمكن أن يجعل الحياة أفضل وأجمل فلقد رأينا ضرورة التطرق إلى هذا الموضوع، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية الثالثة العلاقة الزوجية تقوم على الرحمة، والرحمة تخلق الود، والود وإن غابت ملامح وجهه إلا أنه يظل حاضراً بقلبه، ولا يسأل عن أي شيء سواه الاحترام، وعليه فلتحترم علاقتك بشريكك، ولتحافظ عليه وعليها تلك العلاقة، بمحاولتك الصادقة؛ لتغيير كل ما يستحق التغيير للأفضل طبعاً، وبما يفيد كل الأطراف، ولا يشترط التغيير أن يكون من الآخر، ولكن ما قد تحتاج أن يكون منك في بعض الأحيان؛ لذا فلتبادر من أجل الأفضل وستحقق ما تريده وإن كانت الرحلة طويلة.