11 سبتمبر 2025

تسجيل

باحثون في الظلمات

22 يونيو 2013

لقد خلق الله تعالى للرجل شقاً آخر من ضلعه ليرتاح إليه، ويسكن إليه، وجعل بينهما المودة والرحمة، فقال عز من قائل: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الروم21، يؤكد الباحثون في مجال علم النفس أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون: إن وجود زوجة بقرب الرجل بشكل دائم سوف يخفف التوتر النفسي بشكل كبير، فهي تخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب، تنخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته!! فهذه هي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، أما عمن يبحث ليخالف تلك الفطرة، فهذا هو الباحث في ظلمات المعاصي والخطيئة.. لقد ضل فئة من الأزواج طريق الفطرة وطريق الحلال العذب إلى طريق الشيطان الشائك، فقد فتحت وسائل الاتصال الحديثة الباب على مصراعيه أمام الجميع للوصول إلى ما يريد، وإلى من يريد دون عناء، وربما بضغطة زر واحدة، فلم يمنع الوازع الديني الكثير من الأزواج من الافتتان بالأفلام الإباحية أو مواقع الشات العفنة ومواقع التعارف، فمضى البعض منهم يلهث وراء المزيد من تلك الأشباح المغشوشة إن صح التعبير، وتلك الأفلام المقززة، فكم من الخداع والكذب تحمله زوايا هذه المواقع وتلك الشخصيات الضائعة، ولو كان هذا الزوج الخائن قد أعطى ذلك القدر من الاهتمام والحب والكلمات المعسولة لزوجته، لكان قد وجد مقابلها أضعاف الحب والوفاء، والعكس صحيح، فكم من النساء قد ضللن الطريق ولم يعرفن بأنه إن غابت عين الزوج فعين الله حاضرة لا تغيب!!.. إلى أولئك الذين ارتضَوا بأن يسمحوا لأنفسهم بترك الحلال واستمراء الحرام.. دعوة لإعادة حساباتهم مع الله الذي جعل السكن والمودة والرحمة والحب في الحلال.. في الزواج. تلك الراحة والسعادة التي لا يمكن أن تصل أطرافها مكالمات مسروقة.. ولا لقاءات محفوفة بالخوف والندم والشعور بالذنب، وما يعقبها من عواقب وخيمة قد لا تستطيع السنوات الطوال محو سوادها.. وصدق القائل تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها نــــار.