19 سبتمبر 2025

تسجيل

الدروس الخصوصية ضرورة أم ترف؟

22 مايو 2024

تتخطى ظاهرة الدروس الخصوصية اليوم أكثر ما نتوقعه، لتغدو قضية اجتماعية واقتصادية معقدة ذات أبعاد متعددة، تُلقي بظلالها على منظومة التعليم بأكملها. وتعتبر من القضايا المُنتشرة على نطاق واسع لدينا سواء في مجتمعنا أو في الوطن العربي على حد سواء. بل أضحت الدروس الخصوصية مألوفة جدا هذه الأيام لدرجة أصبح الكثير من الطلاب في حاجة إلى المدرس الخصوصي على مختلف المستويات الدراسية سواء ممتاز أو ضعيف. وتنشط وتزداد مع اقتراب نهاية العام الدراسي وترتفع أسعارها في الساعة بشكل باهظ، وتعتبر فترة الامتحانات فترة انتعاش للمدرسين الخصوصيين وتعد فترة انتعاش للدروس والكسب المادي. وتعيش كل البيوت فترة الامتحانات حالة طوارئ، وتشكل الدروس الخصوصية عبئا ماديا على كثير من الأسر، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة الحصة الواحدة، وعادة تكون هذه الدروس بهدف تحسين تحصيل الطالب الدراسي وتعزيز فرصه في النجاح. وتشكل التكلفة المرتفعة للدروس الخصوصية عائقًا كبيرًا أمام بعض الطلاب، ممّا يحرمهم من فرصة تحسين تحصيلهم الدراسي. وأصبحت الدروس الخصوصية شائعة جدا كانت فردية أو جماعية للمساعدة في فترة الاختبارات خاصة النهائية. لا شكّ أنّ للدروس الخصوصية أسبابا ومبررات لدى الطالب أو الأسرة، فهناك طالب متفوق، يريد أن يستمر في تعزيز تفوقه، وآخر مستواه متدنٍ يحتاج أن يرفع مستواه التحصيلي وتحسين نتائجه. إن ذلك يدعونا لعدة استنتاجات منها: كثافة المنهج، وضعف دور المدرس في الشرح وإيصال المعلومات في المدرسة، وصعوبة المادة الدراسية بالنسبة للمستوى العلمي للطالب، ما يؤدي إلى اعتماد الطالب على المدرس الخصوصي. بالإضافة أنه قد يكون كثرة أعداد الطلاب في الفصل الواحد، والغياب وإهمال الطالب في الحصة، وعدم الانتباه لشرح المعلم، إلى جانب دور أقران السوء وتقليدهم في كثير من السلوكيات السلبية، ما يؤدي إلى خلق فجوة بين الطلاب. إن الحاجة للمدرس الخصوصي قد تكون لسبب أن القدرات الفردية واستيعاب الطالب يحتاج فترة أطول للشرح ومساعدة في حل الواجبات. إن ما يجعل السبب الذي من أجله يختار الطالب الدرس الخصوصي منها حصوله على الاهتمام الكافي في الدرس الخصوصي، بالإضافة إلى أنه أحد أسباب الرئيسية للدروس الخصوصية هو ألا يكون للوالدين القدرة على شرح المنهج لأبنائهما، خاصة من جانب آخر إذا كان مدرس الحصة هو نفسه المدرس الخصوصي. بالطبع هناك بدائل وحلول عدة للتغلب على الدروس الخصوصية التي تعتبر شرا لابد منه حسب وجهة نظر البعض. منها دروس التقوية في المدرسة وتحسين جودة التعليم كمعلمين يُحقّق المصلحة العامة للطلاب. لا ننكر الدور الذي توليه وزارة التربية والتعليم تجاه جودة التعليم جاهدة للنهوض بالمستوى التعليمي للطلاب. ونظرًا لتأثيرها الكبير على العملية التعليمية، من الضروري العمل على تنظيم هذه الدروس وضبطها بما يُحقّق المصلحة العامة للطلاب والمجتمع. الملاحظ اليوم صارت الدروس الخصوصية في جميع المراحل من مرحلة الروضة إلى المرحلة الجامعية، فهي ضرورة للتعليم والتدريب أكثر. لا شكّ أن ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة معقدة ذات أبعاد متعددة. ونظرًا لتأثيرها الكبير على العملية التعليمية، بات من الضروري العمل على تنظيم هذه الدروس وضبطها بما يلائم الطالب والمدرسة. يبقى السؤال هل الدروس الخصوصية مهمة للنجاح؟! وهل تستحق الدروس الخصوصية أن تتحمل الأسرة كل هذه الأعباء المادية أم هي علاج لأزمة تعليمية؟! ختاما في النهاية فالدروس الخصوصية سلاح ذو حدين إيجابي وسلبي ولا يمكن الاستغناء عنها أحيانا، نظرا لحاجة الطلاب لها بمختلف المستويات، ولكن من الضروري أن تكون هناك ضوابط. كل هذا وبيني وبينكم..