10 سبتمبر 2025
تسجيلما نراه على التلفاز ليس حقيقياً. الدنيا ليست كلها ألوان قوس قزح. الناس ليسوا جميعهم بائسين وليسوا كلهم سعداء. الدنيا ليست وردية كعالم باربي، ولا بالسوء الذي صوره فيلم أوبنهايمر. (وإن كانت الحياة أقرب لفيلم أوبنهايمر). الحياة أعمق من الأخبار اليومية وأنباء الوفيات التي لا تحمل أسماء ولا أعمار ولا أحلام أصحابها. الناس لا يتصرفون كما هو مُصور في المسلسلات التركية. ليس خلف كل اثنين قصة حب، وليس على جميع الأخوة أن يتنافسوا فيما بينهم! عندما تشاهد خبرا عن رجل يحرق قرآن في السويد والله حافظ القرآن و حاميه تذكر بان ٩٩.٩٪ من أهل السويد لن يفكروا بحرق القرآن وأن هذا خبر شاذ وهذا ما تحرص وكالات الانباء على نقله! الكلام ليس للنواعم.. الكلمة الاخيرة للبناطيل والبدل السوداء. الطبيعة تموت بسبب تدخل الانسان وتحيا بابتعاد الانسان عنها. الطبيعة تستطيع مداواة نفسها. الناس فيهم خير تدمع من معرفته العين.. وفيهم شر تنفر منه القلوب. دروس الحياة لا تأتي كلها مرة واحدة، ولا كل درس نراه درساً. بعض الدروس نحتاج إلى سنوات طويلة لنفهمها وبعض الدروس نموت وهي على دفاترنا. الناس ليسوا بتلك القسوة ولا بذاك اللين. أكثر الناس وسط. عاديين. مثلنا. يشبهوننا ولا يختلفون عنا كثيراً. معظم الناس لا يحبون العنف ولا يأنسون برؤية الناس تتأذى. معظم الناس ليسوا فقراء وليسوا أغنياء، و لكنهم يقدرون على إكمال يومهم. معظم الناس ليسوا قانعين ولا جاحدين ولكنها الطريقة التي تعودوا على التصرف بها. معظم الناس لا يعيشون اللحظة. ولا يتصرفون بشكل عفوي. الحياة ليست الاعلانات. لا تُوجد كل مشكلة مع حلها. وليس كل الأطفال سعداء والأمهات راضيات. ولا يعود الآباء إلى المنزل بعد العمل بابتسامة. ولا ينام الناس في بيوت ملونة مع عائلات محبة. أكثر الناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع عوائلهم وبعضهم ذوو عوائل مفككة. إذاً ليست كل الاعلانات صحيحة. السفر ليس مبهجا على الدوام. والهجرة ليست تعيسة دائماً. والأغاني لا تعمل فور خروجك إلى الحياة. والهدوء لا يعم عند رجوعك إلى المنزل. الدنيا ليست عرض ألوان أو «شو» استعراضي. قد لا تكون الشخصية الرئيسة في العالم بل قد لا تكون الشخصية الرئيسة في حياتك أصلاً! الموسيقا لن ترن في أذنك لترقص ما أن تخرج من باب بيتك لتحقيق حلمك! الناس لن تتجمهر حولك وتصفق لك! العالم ليس دوراً تلفزيونياً ولا مشهداً سينمائياً. نعم من هم فيه يشبهوننا ولكنهم ليسوا نحن. لا هم على طبيعتهم ولا هم على طبيعتنا. علينا ألا نصدق كل ما نراه على التلفاز، فالتلفاز لا يرسم لنا الصورة كاملة ولا يلونها. ولذلك.. علينا نحن أن نحاول رسم الصورة وأن نلونها..