20 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب الكراهية في الإعلام

22 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر أكاديمي في الأردن الشقيق حول خطاب الكراهية في الإعلام، قدم فيه الباحثون أطروحات قيمة حول هذا الموضوع. لا يكاد يمر يوم إلا ونرى صورا متعددة للكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي على وجه خاص، فوسائل التواصل الاجتماعي تختلف عن نظريتها التقليدية بسرعة الانتشار والديمومة، وعدم وجود وسيط رقابي، مما يجعل الرسائل تنشر بسرعة كبيرة وبدون التفكير في العواقب الاجتماعية أو القانونية أو غيرها. خطاب الكراهية ليس بالضرورة أن يكون قدحا وذما، فالإقصاء وتهميش الآراء المختلفة يعد خطاب كراهية أيضا، فهنالك إقصاء قد يؤدي إلى التطرف الفكري وهنالك إقصاء من شأنه تأجيج الخلاف واتساع الهوة بين الأطراف المختلفة. بالنظر إلى العالم العربي، يعاني العالم العربي من مشاكل عدة متعلقة بالإعلام، منها غياب الإعلام المستقل، التبعات القانونية فيما يتعلق بالنشر ومنها فضفاضية النصوص القانونية، وصعوبة النشر المطبوع، بالإضافة إلى شيوع الإعلام ذي التوجه الأوحد في بعض الدول. لذا يلجأ البعض إلى النشر على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة متحملين بذلك تبعات الخطاب الذي يبثونه سواء عليهم "المرسل" أو على المتلقي، تكمن خطورة الخطاب حينما لا يكون إيجابيا أو بناءً، وبشكل عام إذا كان المرسل شخصية لديها قاعدة جماهيرية كبيرة فمن الأرجح أن تأثير الخطاب سوف يكون أقوى سلبًا أو إيجابًا بحسب محتوى الخطاب. حرية الرأي تعتبر من أبسط حقوق الإنسان ولا يجب أن تُسلب من أي شخص، لكن هذه الحرية منوطة أيضًا بمسؤولية اجتماعية يغفل البعض عنها. برأيي أن خطاب الكراهية يأتي بسبب عدم فهم أو سوء فهم لمحتوى هذا الخطاب الذي يتحدث به البعض، سواء أكان خطاب الكراهية موجها ضد دين أو خطاب سياسي، أو غيره. ومن هنا فأهم الأسباب التي تؤدي إلى حضور خطاب الكراهية بالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي، هي بسبب غياب الحوار الذي من شأنه فهم المكونات المختلفة في المجتمعات، والحوار الذي يهمه فهم الآخر بدلًا من "الانتصار بالرأي" على الآخر. كذلك، فالحل لمواجهة ومكافحة خطاب الكراهية ليس من خلال النصوص القانونية فقط، فقبل تطبيق القانون والذي يصعب في بعض الحالات تطبيقه بسبب الاختلاف حول مفهوم "الكراهية"، لابد أن يكون للمؤسسات والأفراد دور فعال للتعريف بخطاب الكراهية وتفعيل الحوار، وكيفية مواجهته بخطاب مختلف لا يحرض على تنامي الكراهية وتفاقمها إلى حد التطرف الفكري.